آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-03:29ص

يا خسارة

الأحد - 06 فبراير 2022 - الساعة 09:50 م

رشاد خميس الحمد
بقلم: رشاد خميس الحمد
- ارشيف الكاتب


 لم تشرق شمس عدن الجميلة إلا على طقطقة أصوات  الرصاص المميت وضجيج الدوشكا المرعبة لينتشر الخوف والقلق بأوساط المواطنين ولذلك بسبب اشتباكات مسلحه بين فصائل الانتقالي المتصارعة التي لا تعرف إلا لغة السلاح لتتحاور فيما بينها وتحل مشاكلها التافه. 

خلافات مستمرة وصراع عبثي يدمر حياة الناس والبسطاء بعدن ممن لايزالون يحلمون  بحياة كريمة وآمنة ومستقرة . 

لقد أغرقت تلك المدينة المسالمة رمز المحبة والسلام بتشكيلات متنوعة وبقيادات عسكرية لاتفقه في المؤسسة الامنية والعسكرية إلا الضغط على الزناد والتفاهم والتحاور بذخيرة الحية وسط هنجمه وعلو مصطنع معتقده بوهم ساذج أنها الدولة والقوة وكل شي تأمر وتنهي ولا تدري أن الدولة عبارة عن مؤسسات متكاملة وأن الخلافات تحل بالحوار والعقل لا بالقوة والقتال خصوصا وأن الظرف السياسي الصعب والتوقيت الزمني المهم بمراحل هذه الحرب يتطلب مزيدا من الثبات والتماسك والصمود للخلاص من العدو المشترك للجميع.

لقد حان الوقت بل أصبح فرض وواجب إخراج تلك التشكيلات خارج عدن ودمجها بوزارة الداخلية ووزارة الدفاع لتطبيق الشق العسكري من إتفاق الرياض لتنعم عدن بأمن وسلام وأمان ويجب كذلك تمكين أبناء عدن من محافظاتهم في جميع مفاصل الدولة ومؤسساتها فمن غير المنطق أن يختلف أبناء المحافظات المجاورة ثم يتناحروا بعدن والتاريخ يعيد نفسه في كل وقت وحين .

لقد أضاع المسيطرون على عدن فرصة سانحة بأن يقدموا نموذج للعالم خصوصا وأن الازمة اليمنية تحت الانظار الاقليمية والدولية ولذلك من أجل الوصول لتسوية سياسية تشمل الجميع للخلاص من كابوس الحرب المخيف ولكن تأبئ هذه القيادات العسكرية إلا أن تقدم ذلك النموذج المخيف والصراع العبثي الذي لايسمن ولايغني من جوع. فمتى يتعلم الجنوبيين من ماضيهم ويستخلصوا الدروس والعبر .

والحقيقة الثابتة أنه مهما طال الليل الظليم والواقع المرير فسوف يبزغ نور الفجر الصادق لتعود عدن التاريخ والسلام لسابق عهدها وتستعيد دورها الريادي ومكانتها العظيمة كرمزا للتعايش والبناء والنظام والقانون فلابد للقيد أن ينكسر ولابد لليل أن ينجلي وإن غدا لناظره قريب.