آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-03:32م

همس الحروف .. ذكريات طفل كبير

الأحد - 06 فبراير 2022 - الساعة 08:48 م

نبيل عليوه
بقلم: نبيل عليوه
- ارشيف الكاتب


والشمس تستاذن للرحيل ناشرة أشعتها على صفحة الماء فيتراءا لك كالعسجد المنثور،والعصافير تعلو زغاريدها في مهرجان بديع،تتنادى للرواح إلى أعشاشها على باسقات الأشجار،جلس يتأمل خلق الرحمن وهو فاغر فاهه من دهشة لاتخلو من اعجاب لمناظر آية في الجمال تمازجت فرسمت لوحة الريف الحالم.
 هنآك حيث كان لثغاء الماعز وخوار الأبقار وقع على مسامعه كسمفونية رائعة.. شخص ببصره بعيدا مطلقاً لخياله العنان،وهو في تاملاته..يتنادى الصبية من رعاة الأغنام للرواح ولتناديهم بهجة في نفسه..وما ان دنت الشمس بالمغيب خلف الجبل (رخمة) المعروف له منذ صباه ، والذي كثيرا ماتسلق صخوره متوثبا عليها لايدرك من الأشياء شيئ،لاهيا لاتشغله الدنيا ومباهجها،فرحا إذا هطلت الامطار على سفوح الجبال وسالت فيها غدران الماء،ونمت الأشجار الفواحة بعبق ينتشر اريجه على طول الجبال والوهاد...دنت الشمس ودخل الليل رويداً رويداً ينشر سترته السوداء على الأرض..سكن كل شيء سكونا غريبا ،ولكم هو الان بحاجة إلى ذلك السكون الذي لا يمزقه إلا صوت طائر ليلي أو خرير جدول ماء او ترنيمة للفنان ايوب طارش صادرة من جهاز تسجيل يمتلكه السيد احمد فتأنس القرية بسماعه كل من على سطح منزله، وهو يشق السكون الذي تلازمت فيها أشعة القمر الفيروزية المرسلة على الصخور التي حولتها هي الأخرى اضواء سحر تأسر كل من يراها،وصوت أيوب طارش العذب السلس الآتي من بعيد يزرع في النفس أحاسيس ومشاعر ترتقي بالذوق وتنمي الجمال ..تحت اقدام جبل صرر تغفو القرية الوادعة كغانية في خدرها لايعكر صفو ليلها الا نباح كلب هو الآخر أخذ نصيبه من اللوحة البديعة .. يتجمع محبي السهر يرقصون ويرددون أغاني الفرح والتسامر،وشبابة راع تصدر الأنغام الحالمة كلما نفخ فيها،حتى إذا ما أخذ التعب منهم ماخذا ذهبوا للنوم وفي نفس كل واحد منهم بهجة وسرور لايوصف.


وهو في خيالاته الرومانسية أخذ يتذكر قريته ومدرسته وصباح معطر جميل تتنادى فيه القرية بفرح (وجويعب) هناك متأبط عصاه هاش اغنامه ليوم جديد من الحياة في حضن الجبل والنبع والحشائش،افاق صاحبنا على تغيير لواقعه كاد يصل به حد الضجر،صراخ وعادم سيارات ،واصوات باعةو....و...فعرف انه لابد من دفع ثمن للمدنية المزعومة فافاق من حلم جميل.