آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-02:32ص

"حكاية هبّة"

السبت - 05 فبراير 2022 - الساعة 05:49 م

عبدالله باظفر
بقلم: عبدالله باظفر
- ارشيف الكاتب


شملت الهبة الحضرمية منذ انطلاقتها عدة فصائل وأحزاب، وكان الدعم السخي موجهاً لبعض القيادات الحزبية تحت غطاء المطالب الشعبية، وبدأت الهبة باكتساب التأييد الشعبي بزخمٍ غير مسبوق ووحدتهم تحت لواء الحقوق المشروعة. فتحركت الجماهير من كل حدب و صوب إلى العيون و احتشد الحضارم تحت قيادة واحدة ليضربوا مثالاً نادراً لوحدة الصف مماجعل أصحاب المصالح يتحسسون رؤوسهم، فكانت الهبة الحضرمية سبباً في توحّد الخصوم والأعداء ضدها، فتناسوا حينها الخلافات وركزوا جهودهم نحو هدفٍ واحد، وهو إنهاء الهبة الحضرمية.

فكانت بداية النهاية من خلال:

أولاً : تقسيم الهبة الحضرمية إلى قسمين و ذلك عبر تقسيم القادة.

ثانياً : دعم طرف والانحياز له ضد الطرف الآخر، وتنصيبه ممثلاً معترفاً به لديهم للهبة الحضرمية.

ثالثاً : التلميع الإعلامي لطرف على حساب طرفٍ آخر والذي تمت شيطنته بطريقة ممنهجة من خلال التشكيك في ولائه وانتمائه.

رابعاً : إرسال المندسين للطرف الآخر لتقديم المشورة الخاطئة وتشويه الصورة الذهنية لدى الشعب لما لهم من ارتباطات سابقة مشبوهة.

فحصل كل ذلك وسط اعتبارات جانبية من الأطراف، وفي بعض الأحيان بسبب سذاجة سياسية، ليبدأ بعدها فصل الفتنة. فقد أشار المندسون على الطرف الآخر بنقل المخيمات المدنية لاستدراجهم إلى الفخ واعتقالهم. فشمت الطرف الأول وأخذته نشوة الانتصار ضد إخوته، وغرته الوعود الوردية من قبل السلطة والدولة العميقة والمساحة الكبيرة التي أُعطيت له، ولم يعلم بأنها وعودٌ واهية ومساحة مدروسة إلى أن حانت الفرصة للتخلص منه ويؤكل كما أُكل الثور الأسود، فقد بدأ الضغط عليه للتراجع عن كافة وعوده للشعب ويفقد مصداقيته وشعبيته. ويتفرغ الجميع إلى تبادل التشفّي والشتيمة والشماتة ببعضهم البعض، معلنين بذلك بداية النهاية للهبة وخسارة الطرفين (لا من يوسف ولا قميصه). ونجاح الخطة الشيطانية لأصحاب المصالح لكي تستمر مصالحهم. فكلا الطرفين تعب وضحى وخسر باسم الهبة وباسم الحقوق والمطالب، ليعود الجميع بخفي حنين.

لذلك أقول:
أن الله سبحانه وتعالى خاطب العقل فهو المميز والميزان، ولكن للأسف بأن العاطفة غلبت على العقل وهو ما راهن عليه الأعداء. فعلينا جميعاً تحكيم العقل والنظر من جميع الزوايا وحساب المخارج قبل المداخل، وتوقع النتائج قبل الخوض في أي شيء، وعندما نرى ما آلت إليه النتيجة سنعلم أن كافة ماحصل هو هدرٌ للوقت والجهد والمال. ولكن ما زال أمامنا فرصة للم الشمل وتوحيد الصفوف من جديد، وأن نعلنها صراحةً بأن من يغلب مصلحته الشخصية على مصلحة الجميع سوف يتم التخلي عنه فوراً، والحر تكفيه الإشارة.