آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-02:45م

الجزرة الضامرة 

السبت - 05 فبراير 2022 - الساعة 09:27 ص

رشاد خميس الحمد
بقلم: رشاد خميس الحمد
- ارشيف الكاتب


كان الفلاحون الأوربيون قديما يستخدمون مصطلح ( العصا والجزرة)  كناية عن مبدأ الثواب والعقاب حيث يشير إلى أن العصا تجلب لمن يخالف الطريق والجزرة تعطى لمن يتمثل الأوامر . ويبدو أن المنقذيين في وطننا قد حفظوا وطبقوا ذلك المصطلح بحذافيره وأصبحنا أمام واقع مرير تكرم فيه طائفة تردد سمعنا وأطعنا وتعاقب فئة أخرى تعد خارجة عن عصا الطاعة. 

أما الشعب المكافح فيعيش دور الضحية حيث يكابد الجوع ويواجه قساوة الحياة وارتفاع الأسعار وانهيار العملة وجشع الصرافين وطمع هوامير المال. 

إن سياسية الجزرة الضامرة هي أن لا أعطيك دعم ولا مساعدات حتى تخضع لكل ما أريد وتحقق رغباتي مالم فذلك الشعب المسكين سيكابد الجوع وحيدا ويعيش مع الفقر منفردا بأستثناء من يخضع لنظرية ( الحافز مقابل الالتزام)  فله مزيدا من الفتتات وكثيرا من العطاء .

إن الله حبانا بخيرات وثروات  بباطن أرضنا وظاهرها نستطيع الاستفادة  منها ونعتمد على أنفسنا ولانحتاج أي مًن أحد ربما يعقبه أذى  ولكن يأبى المسيطرون  إلا أن يخيرونا بين تلك الجزرة الضامرة أو الواقع الأليم خيارنا لا ثالث لهما وليت تلك الجزرة الضامرة والوديعة المنتظره أن تعجل المجئ لنسعد ولو مؤقتا وتخفف عن الشعب بعض من أوجاعه من أنهكه الصبر والانتظار وهو يبحث عن عطف المتفضلين ورحمة الواهبين. 

 لقد أصبحت تلك ( الوديعة الموعود بها) حلم يراود كل حر وأمل يخالط شعور كل عفيف لعل وعسى أن يجد لقمة سائغة يسد بها رمقه وأسعار مناسبة يواجه بها حياته. 

والحقيقة الراسخة أننا لن نشعر بسعادة كاملة ولافرج دائما وعيش رغيد حتى نستعيد قرارنا المختطف وسيادتنا المنتقصة لنستفيد من خيراتنا ونستغل ثرواتنا ونورد لبنك الدولة المركزي حينها ستعزز العملة وتنخفض الأسعار فلابد من الأمل والصمود والثبات ونترك اليأس ونتفائل بالمستقبل  وحتما ستعود بلاد السعيدة  سعيدة  مثلما كانت فإن غدا لناظره قريب.