آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-11:16ص

حكاية من واقعنا العربي المؤلم.!!

الأحد - 30 يناير 2022 - الساعة 01:30 م

منصور بلعيدي
بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


الوطن والشعب امانة في اعناقنا وتثقيف شعوبنا مسئولية الجميع وخاصة الواعين منا. 

وهنا حكاية تجسد مدى جهلنا بمعاني الوطنية وقيم الأخلاق والبعد عن دين الله.. 

والاخطر انها تجسد مدى استعدادنا لأكل بعضنا بعضاً مقابل حفنة من المال... فالجهل يهدم المجتمعات. 

في عام  ١٩١٧م  ، دخل  الجنرال الانكليزي  ستانلي مود  إحدى المناطق  في  دولة  عربية( قيل انها العراق) فصادفه  راعي  أغنام .

فتوجه  للراعي  وطلب  من المترجم أن يقول للراعي: 

"الجنرال  سيعطيك  جنية استرليني إذا ذبحت كلبك الذي يجري حول الأغنام.."

الكلب يمثل حاجةً مهمة للراعي لأنه يسيّر القطيع ويساعد بحماية الأغنام من المفترسات، ولكن الجنية في ذلك الوقت تستطيع أن تشتري به نصف القطيع..

سُرَّ الراعي وانفرجت أساريره، وجلب الكلب وقام بذبحه تحت أقدام الجنرال...

حينها قال الجنرال مود له :  "أعطيك جنيه إضافي إذا سلخت جلده.."

بادر الراعي إلى أخذ الجنية وسلخ جلد الكلب.

قال له مود:  أعطيك بعد جنية ثالث على أن تقطع الكلب الى قطع صغيرة. 

ومباشرةً فعل الراعي ذلك. فأعطاه الجنرال الجنيه وانصرف.

ركض الراعي خلف الجنرال ومن معه منادياً: هل تعطيني بعد جنيه وآكله ؟؟؟

أجابه الجنرال: (كلا أنا رغبت فقط بمعرفة طباعكم وفهم نفسياتكم فأنت ذبحت وسلخت وقطعت أغلى صديق عندك ورفيقك من أجل ٣ جنيهات وكنت مستعداً لأكله مقابل جنيه رابع وهذا ما أحتاجه هنا وما أود معرفته )

والتفت بعدها إلى جنوده وقال لهم: "ما دام هناك الكثير من هذه العقليات فلا تخشوا شيئاً..."

القصة يرويها الدكتور علي الوردي في كتابه "لمحات اجتماعية من تاريخ العراق" وهي تظهر بعض النفسيات الضعيفة الموجودة في كثير من مجتمعاتنا المستعدة لفعل أي شيء مقابل المال دون إدراكهم إنهم باعوا الغالي بالرخيص.

وهذا ما يستخدمه أي احتلال أو عدو لتفكيك المجتمعات على مر التاريخ ..

ترى كم يوجد من  بين شعوبنا ممن يستعد أن يأكل ليس لحم كلبه بل لحم أخيه من أجل حفنة من المال..؟!