آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-02:04م

صاحب الجلالة "اليمن السعيد"  مسمى وليس إتجاه !

السبت - 29 يناير 2022 - الساعة 03:25 م

ياسين سالم
بقلم: ياسين سالم
- ارشيف الكاتب


لطالما قرأت واستمعت لنقاشات كثيرة على وسائل التواصل ولكن الذي شدني لكتابة هذا المقال المتواضع امام حضرة صاحب الجلالة اليمن السعيد الا وهو وجودي مستمعاً في إحدى المساحات الصوتية لنقاش بين أناس حاولوا بشتى الصور والطرق الرخيصة لتشويه أحاديث النبي والتشكيك بصحتها والبعض قام زاعماً في تأويلها لتقع موقع جهة او إشارة جاحداً نسبة المسمّى للأرض والوطن والشعب ، 
انا أجزم أن هؤلاء قلّة قليلة ولكن أصواتهم مرتفعة جداً ! 
اتسائل متى يعقل هؤلاء القوم ومتى يكفّون عن محاولاتهم العبثية لتمزيق إرث النبي صل الله عليه وآله وسلم لإشباع رغباتهم العنصرية والمناطقية المريضة !

البعض من هؤلاء العنصريون يتهمون غيرهم بالبدعة والتغيير وهم بهذا " الإفك الجغرافي والتاريخي " الذي يراد منه نزع الهوية والإسم عن روح المُسمى يتجاوزون به على سنة رسول الله التي وصفت اليمن ارض وشعب أعلى الأوصاف وكيف لايكون الوصف عالٍ وهو من ثغر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، 
ماذا قال عن اليمن:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مُخاطباً صحابته ” أتاكم أهلُ اليمنِ، هم أرقُّ أفئدةً وألينُ قلوبًا، الإيمانُ يَمانٌ والحكمةُ يمانيةٌ ” ـ صحيح البخاري ـ ، كما ورد في رواية أخرى بصحيح مسلم قوله :” جاءَ أهْلُ اليَمَنِ، هُمْ أرَقُّ أفْئِدَةً، الإيمانُ يَمانٍ، والْفِقْهُ يَمانٍ، والْحِكْمَةُ يَمانِيَةٌ “ 
هنا قال أهل اليمن ولم يذكر بأن أناس سيأتون من جهة اليمين التي يراد بها اليمن كما يُلمح البعض ، 
عن ابن عمرـ رضي الله عنه ـ أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال: “ اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا، قال: اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا، قال: هناك الزلازل والفتن وبها أو قال منها يخرج قرن الشيطان “ـ رواه الترمذي.

هنا ذِكر منطقة نجد يؤكد ان ماسبق ذكره من شام ويمن هي مناطق وليس اتجاه فقط وإلا لِما ذُكرت منطقة أخرى تسمى نجداً ! هذا ما يؤكد أنها ليس مجرد إتجاه بل مسمى منطقة، وبالطبع هنا نجد توصف بها المناطق المرتفعة حتى يذكر بعض المؤرخون انها تشمل حتى مناطق من جنوب العراق كما جاء في مقدمة ابن خلدون .

وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يقول: ” الفخر والخيلاء من الفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم والإيمان يمان والحكمة يمانية”

هنا وصف "الأهل وحكمتهم" لا أظن عاقلاً ينكر انها تصف شعب ومنطقة وليس إتجاه فقط ،

يشتبه البعض بهذا الأثر ادناه ،، 
ذكر الصحابي أبو عبد الله أنها قد سُميت باليمن لأنها تقع على يمين الكعبة المشرفة ـ رواه البخاري. 
هناالبعض يتمسك بهذا الذِكر ويحاول لي عنق الوصف ويخصصه للإتجاه فقط نافياً عن الأرض اسم اليمن الذي ورد في عدة مواضع من التاريخ يثبت بأن اليمن مسماها يمناً قبل ورود هذا القول ، ثانياً هذا وصف لصحابي وليس حديث للنبي صلى الله عليه وآله وسلم .

اما الأقوال الشريفة الآتية فستدحض وتدمغ تأويلات البعض السابقة حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أهل اليمن قول عظيم إذ قال : ” قوم نقية قلوبهم ولينة طباعهم … الإيمان يمان والحكمة يمانية هم مني وأنا منهم ”

ليكون ذلك شرفاً عظيماً لأهل اليمن وتخصيصاً للمنطقة والبشر وليس للإتجاه كما اسلفنا .

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أهل اليمن: ” إذا مر بكم أهل اليمن يسوقون نساءهم ويحملون أبنائهم على عواتقهم فإنهم مني وأنا منهم “ .

فجميع ماسبق من أحاديث شريفة خصّت اهل اليمن أرض وشعب وليس جهة تغنينا عن ذكر أقوال المؤرخين وسرد أهل النسب الذين ذكروا أيضاً بأنّ اليمن سُميت "اليمن" نسبةً رجل يُدعى يمن بن قحطان كما قال الحسن بن أحمد ابن يعقوب وقيل بأنّها سميت يمن الخضراء نسبةً لأراضيها الخضراء والمليئة بالأشجار والمزروعات والثمار .
وآخرون ذكروا أن مسمى اليمن مشتق من اليُمن والسرور والسعادة لذلك سمي باليمن السعيد .
كما عُرفت اليمن قديماً عند الرومان باليمن السعيد لتميّزها عن بقية المناطق الصحراوية الشاسعة، حيث كانت تُسمّى بالجزيرة العربية السعيدة نظراً لطبيعتها الجغرافية الخصبة والخلابة على عكس شبه الجزيرة العربية ذات الطبيعة الصحراوية القاحلة ،