آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-10:55ص

الوطن مابين وجع المآسي وشموع الأمل

الأربعاء - 26 يناير 2022 - الساعة 08:13 م

رشاد خميس الحمد
بقلم: رشاد خميس الحمد
- ارشيف الكاتب


يعد شعبنا اليمني من الشعوب القلائل التي تعذب بدون  حساب وتحرم أبسط مقومات العيش بحجة تافه وذريعة خائبة وأسطوانة بالية  وسط أحداث متتالية وصدمات متوالية يعامل الشعب وكانه بدون ذكراه تستعيد له قساوة الاحداث لشدة سرعتها فكل حدث ينسي بعضه بعضا واقع أليم وشعب ضحية وجلاد حر طليق وليس هناك أي حساب ولا حتى أدنى درجات اللوم والعتاب باتجاه  كل من يدمر أحلام الشعب المسكين ويصادر حقوق البسطاء .

بكل أسف شديد يتم التعامل معنا وكأننا لسنا بشرا لنا حقوق أساسية في سماء هذا العالم الفسيح . 

بل تتكالب علينا كل صنوف المنغصات ومختلف أنواع الأزمات  تارة ينعدم البترول وأخرى تأتي أزمة الغاز ثم فجأة ينقطع الديزل ويرافقه أنقطاع الماء وبكل استمرار تنقطع الكهرباء وقصة العملة ولعبة الصرافين حكايتها طويلة  مابين هبوط وطلوع يعقبه إرتفاع الاسعار والمواد الغذائية والمواصلات بدون نزول وأخيرا  إنقطاع يمن نت .لست أدري أي قوة فولاذيه وصبر عظيم منح لهذا الشعب ليصبر كل هذا الصبر ويصمد كل هذا الصمود الذي كسر كل المخططات وأفشل كل المؤامرات بعزيمة وإصرار وثابت كبير  أرادوا أن يشغلوه بنفسه حتى يحلو لهم نهب خيراته وثرواته فإذا يأبى الانكسار والاستسلام . 

وأتسأل دوما هل لدينا حكومة تعمل من أجل خدمة مصالح شعبها ومانوعية اليمين الدستورية التي قسمت به يجعلها تمارس كل هذا التسيب والاهمال؟ 

وأتعجب كذلك  بماذا سوف تفتخر وتدون في مذكرة ذكرياتها غير أنين المرضى وصراخ الثكالى وقرقرة بطون الجوعى وأعداد المساكين والمتسولين المتزايدة بحثا عن لقمة سائغة وشرابا هنيا. 

إن تلك الأزمات والمنغصات أكثر ما تفرح هوامير الحروب وأعداء النظام وخفافيش الظلام زوار الليل من يصبح صاحب نفوذ في غفلة من زمن وكذلك تلك الفئة البرجوازية المتنعمة بمعاناة المغلوب على أمرهم المتسلقة على ظهور المساكين وهم كل من فقد ضمير الانسانية بقلبه وانعدمت رابطة الأخوة وغاب الايمان والدين من معاملاته وأصبح محكوما بمقياس المادة والمال. 

إن المبدأ الرباني يعلمنا أن العاقبة للمتقين وكل من قدم خير فله المكوث في الأرض والبقاء أما من يدمر الشعب ويزيد معاناته فمصيره إلى زوال وصدق العظيم سبحانه ( فاما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث بالارض).

والحقيقة الثابتة أنه لن يستمر ظلم ولامعاناة وحقا لن يغلب عسر يسرين وسوف تشرق شمس الحرية بسماء الوطن وهو بكامل سيادته منتزعا قراره السياسي المختطف ليبني مستقبله العظيم شامخا قويا ورحم الله البرودني حين قال:

لا تَحسبِ الأرضَ عن إنجابِها عَقِرت 

مِن كُلِّ صَخرٍ سَيأتي لِلفدا جبل

فالغصنُ يُنبتُ غصناً حين نَقطعه 

والليلُ يُنجبُ صبحاً حين يَكتملُ 

سَتمطر الأرضُ يَوماً  رغم شِحّتِها

ومِن بطونِ المآسي يُولَدُ الأملُ