آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-07:40ص

ترجل المغوار عن صهوة جوادة شهيداً في قائمة عظمائنا

الأربعاء - 26 يناير 2022 - الساعة 03:28 م

عبدالسميع الاغبري
بقلم: عبدالسميع الاغبري
- ارشيف الكاتب


لا أخفي أن معرفتي بشخصية القائد الفذ مجدي الردفاني (أبو حرب) جعلتني أميل كثيرًا لصياغة كلمات بسيطة عن هذا الرجل المغوار الذي عرفته عن كثب، وعن سيرته العطرة التي تنقل بها في كل مكان بهمة شاب وعقل شيخ وعين عسكرية أمنية نافذه إلى المستقبل.

صال أبو حرب في كل الميادين بفضل أمتلاكه المقومات التي تؤهله للعب مع الكبار لأنه واحد منهم  رغم شبابه، إذ كان نداً لمن يكبرون عنه سنًا ومثال طموح وعاشق للطرق الوعرة التي صقلته وعززت من شخصيته وساعدته على البروز كأحد الشخصيات الجنوبية العسكرية التي يشار إليها بالبنان.

منذ ثلاثة أعوام تعرفت إليه لأول مرة، وكان شخصًا ناضجًا، لذا نال إعجابي واحترامي من الوهلة  الأولى بحكم الكاريزما الأسرة والحضور الساحرة والروح النقية النظامية والمحافظة و الطموح، لقد كنت أتردد عليه كل يوم لمساعدتي في إنجاز أحد الأمور بحكم ثقله وعلاقاته طيلة أسبوعين كاملين وكان منذ الصباح الباكر مع صياح الديكة إلى أفول الشمس وهو كتلة من النشاط لايتوقف عن العمل الدؤوب كما لو أنه نحلة، بل كان ينافسها وهذه شهادة لله في أمر رأيته فيه عن قرب، يعمل أبو حرب بهدوء ولكنه يمتلك عمقاً غزيراً يمكنه من السير قدماً،أحببت هذا الرجل وأحببت كل شيء بشأنه ويخصه وله مكانة خاصة جدًا في داخلي ور غم انشغال كلينا في عمله الخاص، إلا إنا بقينا على تواصل بين الفينة والأخرى.

رحيل أبو حرب خسارة لايمكن تصور فضاعتها، لكن ما يهون الأمر قليلًا أن الرحيل من أجل هدف سامٍ، هدف ترخص أمامه الدماء والأرواح، بل وتوهب دون أدنى تفكير، إذ أن تضحيات الرجال هذه تعبد الطريق وترسم ملامح مستقبل قرر الناس كبيرهم وصغيرهم جندي وقائد الكل دون استثناء، مجمعون على التخلص من هذه الشرذمة الباغية، وهذه الدماء التي تسيل وتغسل الأرض وتطهرها والأرواح التي ترتقي إلى العُلا فداءً للوطن و للحرية التي يجب أن ينعم بها أبنائنا جيلًا بعد الآخر.

ستبكيك أبا حرب الجبال والوديان والسهول والهضاب كل البشر والشجر والحجر تنعيك،وفاءً وعرفانًا منها  لكل قطرة عرق وكل قطرة دم وكل خطوة من خطواتك الذي بذلتها في طريق المجد والخلود.

لا يسعنا سوى أن نمضي على العهد لأن القدر شيء خارق لا نجاة ولا مناص منه، بل يجب الإيمان به ونحن إيماننا يعانق السحاب، وسنمضي على عهد الوفاء حتى الفناء أو تحقيق الغاية