آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:05م

المارد الرقمي .

الثلاثاء - 25 يناير 2022 - الساعة 08:25 م

عمر الحار
بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


اظهرت فترة انقطاع النت عن الجمهورية حجم  تأثير هذا المارد الرقمي وغير المرئي البالغ علينا ،وتحكمه في ادارة شؤون حياتنا وسيطرته المطلقة عليها واثبت بانه ذو حظ عظيم في التصرف باوقاتها المملؤة بالعمل والفرغ على حد سواء،وبات الجهاز الخلوي سيد الموقف ورجل المهمات الصعبة صاحب اليد الطولى المتغلل في الصغيرة والكبيرة من حياة الناس على مختلف اعمارهم الذين كشفت ايام الانقطاع عن حجم وطبيعة افتقادهم للخدمة  وتعلقهم بها ،واكدت عدم استطاعتهم في التخلي عنها ولو لبرهة من الوقت وتجدهم يقلبون هواتفهم بالثانية بحثا عن معبودهم الرقمي الجديد السالب لعقولهم البشرية واعتمادها كلية على العقول الخولية ،ولاندري اهي كارثة العصر ام نعمة حضارة العصر الرقمية والكونية التي اجبرتنا رويدا رويدا على التعايش عن بعد معها دون الشعور ببلاويهم في التغيير الممنهج لسلوك المجتمعي والفرد معا،وبما يستحق اطلاق لقب المارد الخلوي الذي زودك بالقدرة الاكترونية الناعمة على معرفة  كل شي على ظهر الوجود ،واصبح بمثابت المارد من الجن في استحضار ماتريده من المعلومات وبلمح البصر ،والنافذة الاولى والانية للاطلالة على محيطك المحلي  والوطني والعربي والعالمي والاطلاع على مايجري ويعتمل من احداث فيها وتزويدك بها اولا باول اينما كنت في منزلك في مكتبك في مركبتك فوق الارض او طائر في السماء يظل اتصالك الفعال مستمر  بمحيطك الداخلي والخارجي ،ولا نشعر باغترابنا عنها الا عند توقف الخدمة نشعر بوقوع كارثة الانقطاع عن  العالم لنعيش نوعا ما من الضياع ،وابتعادك للثواني معددوات عن الخدمة  فقط تجعلك تعيش لحظات من القلق الذي لايوصف ،وتكون حينها فريسة للاوهام والمخاوف لهول مايعترك من مشاعر سلبية طاغية خاصة في حال تعرض بلدك لكوارث الحروب او غيرها من النكبات المصاحبة لها .واكثر مانخشاه منها حلول الاخبار الكارثة او المفاجئة التي تنزل بوقع الصعق عليك .ناهيك عن تعطيلها لنظم الحياة والعديد من الخدمات المرتبطة بجوانب منها  .
الثقافة الرقمية غيرت مفاهيم وسلوك البشر بحسب تعبير العالم الكندي وفليسوفها الاول الذي قال اضمن لي موطئ قدم في كل بيت اضمن لكم السيطرة على العالم وكان يقصد صحون الالتقاط المنزلي (الدش). واكتملت الثورة الرقمية باحداث التغيير المنشود في حياة الانسان اينما كان واثبتت القدرة على السيطرة والتأثير المباشر عليه بواسطة جهازه الخلوي المحمول الذي لا يفارقه آنا الليل واطراف النهار وهو ذو فضل على كثير منهم لمساواته بين الجاهل والعالم بقول مؤسس الميكرو سوفت .
وكلا يحمل مارده التقني بيمينه اينما حل وارتحل .
ان  العقول المبتكرة جدير بالاستخلاف في الارض واستعمارها لصالح الانسانية وان حولت كل من فيها البشر الى ملف رقمي وبصمة رقمية يستحيل مشاركة احد لها ،استداركا وتسخيرا لقدرة الله في حفظ البصمة الوراثية لكل مخلوق من عباده في عظمة الذنب .
وهذه الخدمات العصرية الجليلة بالتأكيد هي احب الى الله من عبادته في المساجد وهم يفكرون في سرقة احذيتهم بتعبير المفكر الايراني علي خاميئني .