آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-10:23ص

مذيعة قناة الحدث وعزل إقليم آزال عسكريا !

الجمعة - 21 يناير 2022 - الساعة 12:00 ص

مصطفى المنصوري
بقلم: مصطفى المنصوري
- ارشيف الكاتب


مذيعة قناة الحدث في البارحة حشرت رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي في زاوية ضيقة تلقى منها كثير من الضربات التي ارهقته واوصلته الى إتهام هيئة رئاسة الشرعية اليمنية دعم الجماعات الإرهابية عبر الإخوان المسلمين الذين يسيطرون على قرارات الشرعية اليمنية سياسيا وعسكريا واقتصاديا وأتهم صراحة  الزبيدي نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر دعمه للإرهاب من الرياض ، إشكالية الصراع مع هذه الجماعة قائم الى اللحظة ، وهناك ادلة ميدانية واضحة على تخادم جماعة الإخوان اليمنية مع الحوثيين ، خط س سير هذه الجماعة يحدده بدقة تنظيمها العالمي ( خلية بريطانيا ) وهذا التنظيم لا يتوارى مطلقا عن توجيه اتباعه أن السعودية هي  الدافع  الأول في معاركهم المختلفة عندما تكون إيران لاعب أساسي في الحرب .

كانت خطوط مذيعة الحدث في لقاءها رئيس مجلس الإنتقالي الجنوبي بعيدة عن مجريات الاحداث المتسارعة  من حيث عمقها وتأثيرها ومباحث خطورة انتقال معركة التحالف الى مربعات مقلقة بعد استهداف الحوثيين عمق الإمارات بالطيران المسير والصواريخ البالستية لتتجلى مرحلة قادمة أكثر خطر على استقرار اليمن والسعودية والخليج والمنطقة ، ذهبت مذيعة الحدث تصب جام حذلقتها الصحفية على خطر انفصال الجنوب وسوء إدارة الانتقالي لعدن وارباكات الجنوبيين واثر ذلك على  توحيد الجبهة المناهضة للمشروع الحوثي في اليمن ، قناة كالحدث في هذا اللقاء عكست صراحة هشاشة وضعف قيادة التحالف للمعركة في اليمن وفشلها في إدارة الأطراف المناهضة للحوثيين وعجزها عن تحقيق الاستقرار المنشود للمناطق المحررة ولم تقوى على الانفصاليين ، المعركة أصبحت ذات ابعاد بمجملها أخرجت السعودية والإمارات الى تحركات ومطالبات دولية بالتدخل للدفاع عن المصالح الدولية في المنطقة ، قناة الحدث دست راسها في قاع الجنوب تاركة مساحة كبيرة  للإعلام المعادي للتحالف يخوض وبحرية مطلقة معززا بذلك ان اليمن تتقاسمه السعودية والإمارات بحرب عبثية  مصيرها الزوال .

مساحة المعركة في اليمن واسعة وقدرات الحوثيين على تجنيد الآلاف للدفاع وصد العدوان عن اليمن - بحسب وصف الحوثيين -  في تزيد لذا لم يكن مستغربا إستشعار السعودية خطورة هذا المنجم البشري غير المتوقف والمتحرك تحت الكم الهائل من صواريخها الموجهة بدقة لطيرانها والإمارات ، دعوة السعودية وخططها المستقبلية جعل اليمن في المنظومة الخليجية من رغد في العيش والاستقرار مقابل ابتعاد اليمنيين عن الانخراط في الحرب مع الحوثيين بحسب تغريدات الأمير خالد بن سلمان ، وإطلاق مسمى اليمن بأوربا الخليج كما صرح بذلك الناطق العسكري للتحالف العربي تركي المالكي يشير أن التحالف في مأزق خصوصا أن هذه الدعوات كانت ستكون واقعا قبل الحرب او في المناطق المحررة اليوم . 

إمريكا واوربا تعيش مأزق حلحلة الملف النووي الإيراني وان أي اتهام صريحة تتهم إيران بهذه الضربات الصاروخية والمسيرات على الإمارات سيربك محادثات فينا وهذا أمر مرفوض في توقيته الحالي ، بل ان صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية كشفت أن هجمات الحوثيين أظهرت تقدما كبيرا في قدراتهم العسكرية ، لم يعد مجدي إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية مجددا لان هذا معناه حرب غير متوقفة وإنهاء كامل لدور المبعوث الأممي والامريكي زيادة أن العمل الإنساني في حالاته الضعيفة الحالية سيتوقف ليتسيد المشهد كارثة إنسانية لا يمكن وصفها ، الى اللحظة مسارات المعركة الحديثة منذ إعادة تموضع القوات المشتركة في الحديدة وانتقال قوات العمالقة الى شبوة ودخولها خطوط النار مع الحوثيين وتحرير بيحان وعين وعسيلان وصولا الى حريب مع بقاء القوات الخاضعة للسعودية وقوات الشرعية المنتشرة في شبوة وأبين وسيئون ترقبان فقط  استنزاف قوات بعينها في توقيت يجب ان تتحرك كل القوات المنطوية تحت الشرعية والسعودية على مستوى الجبهات المفصلية مؤشر للاستنزاف المفضي للفشل  ، عودة الإمارات منفردة لن يوصل الشرعية الى صنعاء ولن تنهي خطورة الحوثيين ولن تصنع السلام من على طاولة الحل السياسي .

المنطقة ببرمتها على صفيح ساخن من الدمار والألم ، حتى عواصم البلدان التي توقفت فيها الحرب لم تستقر سياسيا واقتصاديا وأمنيا ، والأوضاع الإنسانية تزداد سوء ، الحل السياسي في اليمن عندما تتوقف الحرب سيكون طريق معبد لتصفيات لن تتوقف ؛ إذا الحرب لم تُضعف القوى التي تطمح لتسيد على رقاب الناس باستعباد مهين ، الحوثية مشروع دمار نراه واقعا في العراق وسوريا ولبنان ، ولن يتوقف اذاها الداخلي على اليمن فقط ، مراجعات التحالف العربي ضرورة ملحة تنطلق لهدف عسكري مرسوم يتم فيه عزال إقليم أزال ومحاصرته بخطة عسكرية واقعا لا رجعة فيه وتحشيد كل القوات المنطوية تحت إمرتها وامر الشرعية لذات الهدف بعد نزع تعز والحديدة ميناء ومدينة من مخالب الحوثية ، عودة المبعوث الاممي هي عودة شكلية في صناعة السلام ، ومراجعات أمريكا لتصنيف الحوثيين مجددا جماعة إرهابية غير مجدي فطالبان تحكم أفغانستان وفي حكومتها قادة مدرجين على قائمة العقوبات الدولية والى اللحظة تحكم أفغانستان بلا أي اعتراف من أي دولة ، وأي تفاهمات مع إيران هي تفاهمات مبنية على تنازلات وسيادة لا حدود لها للإيرانيين في المنطقة، مراجعات وضغوط سعودية إماراتية على أمريكا هي الحل وما دون ذلك بقاء الحوثيين معناه جر اليمن والمنطقة الى فوضى هالكة لا منتهية .