آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:36ص

امريكا والحوثية !

الجمعة - 21 يناير 2022 - الساعة 07:14 م

عمر الحار
بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


اخرجت ضربات الحوثي لأبوظبي الرئيس الامريكي جون بايدن من صمته على كافة جرائم الجماعة داخل اليمن وخارجها وبالذات على الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية والمح بإمكانية ادراجها على قائمة الارهاب الدولية ،وهو من شطبها من القائمة فور توليه مهامه الرئاسية قبل عام ،وان جاءت متأخرة لكنها مرحب بها على ما تحمله من مخاوف على كل صعيد ،وربما لا تتجاوز العادة الامريكية المعروفة بالسعي لإنقاذ الجماعة كلما اشتد عليها القتال . وقد يرمي بايدن بتصريحه المقتضب مهادنة ابوظبي والتخفيف من روعها ودغدغت مشاعر الاخرين وايهامهم بممارسة الضغط الامريكي الناعم على الجماعة التي لن تتضرر بالقرار الموعود للرئيس حال تنفيذه باعتباره غير ذي جدوى بالنسبة للجماعة التي تعيش بمعزل عن  العالم وتكاد حركتها تنحصر في نطاق جعرافية مناطقها اليمنية ،ان لم يضمن لها القرار و بصورة غير مباشرة تفكيك قوة القبضة العسكرية عليها وانقاذ انهيارها العسكري على صعيد الجبهات ،في ظل فقدان الامل الامريكي بامكانية سيطرة الجماعة على مأرب رغم توجيه قوتها القتالية عليها ولأكثر من عام ومضاعفة استحالة فوزها بمأرب بعد تحرير مديريات شبوة منها .
ويمكن احضاع تصريح الرئيس بايدن بقراءات متباينة تظهر مابين السطور وتكشف قلقه الداخلي وقناعاته الراسخة بعدم القبول بالهزيمة العسكرية للجماعة ومد يديه لها واسنادها بقوة مادية ومعنوية خفية في الوقت المناسب للحيلولة دون وقوعها في الهلاك .
وقد جاء تصريح بايدن في وقت حرج بالنسبة للجماعة وهي تشرف على الموت والانهزام في جبهتها الدولية الاولى على مأرب ،وتعرضها في الآونة الاخيرة لأيام سوداء لم تعرفها خلال سنوات ويوميات الحرب منذ اندلاعها سواء على صعيد المواجهات العسكرية المباشرة او نوعية الضربات الجوية التي تلقتها في ثلاثة الايام الماضية من  طيران التحالف عقب عدوانها على ابوظبي . 
وبالتأكيد شراسة القتال واقتراب هزيمة الجماعة من الامور المقلقة لأمريكا ولذلك تحركت بكل ثقلها الدبلوماسي للملمت جراح ابوظبي وانقاذ الجماعة من سقوط اللحظات الاخيرة .
اذن القرار الامريكي المحتمل لن يكون الا بمثابة مهدئ للآلام الاماراتية المفجعة، اسوة بالحوادث المماثلة والمتكررة التي تعرضت لها المملكة،ومن المفارقات العجيبة ان تشاؤم امريكا بمصالحها الاقتصادية الكبرى وعلاقاتها التاريخية بالرياض وابوظبي مقابل ضمان البقاء لجماعة انصار الله الحوثية .
وهنا تكمن اسرار اللعبة و لغزها المستعصي على الحل .