آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-09:42ص

حضرموت بين أحلام البسطاء، ومكُر الساسة والأعداء

الخميس - 20 يناير 2022 - الساعة 09:02 م

عبدالله باظفر
بقلم: عبدالله باظفر
- ارشيف الكاتب


ما ابتلينا بشيء أكبر من الفتنة، فهي شتات الشعوب ووقود الحروب ودمار المجتمعات، ويصبح الإيمان سلاحنا الوحيد من الوقوع فيها، والاكتواء بنارها. وكما قيل: إذا أقبلت الفتنة عرفها العقلاء، واذا أحرقت عرفها السفهاء. واذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء.

لقد اتضحت الصورة الآن، فحضرموت مستهدفة بزرع الفتنة بين الحضارم و تشتيت النسيج الاجتماعي وتقسيم الآراء وتفكيك الجهود. فمن يراقب الوضع الراهن يدرك أن الأوضاع متجهة إلى ثلاثة  مسارات، أحدها هو ما نرجوه  نحن الشعب البسطاء، والثاني هو المسار المدبّر و المسيس والمدروس من أصحاب المصالح. والثالث هو مايتمناه أعداء حضرموت.

المسار الاول : 
هو تحقيق أحلام البسطاء بانتزاع الحقوق, وإيقاف الفساد والفاسدين و إحلال الأمن في حضرموت الداخل. وأن تستلم النخبة الحضرمية الملف الأمني في كافة أرجاء حضرموت.

المسار الثاني : 
يحاول أصحاب المصالح بشتى الطرق تأجيج الفتنة بين القادة وإيقاد نار التخوين بينهم، فنجاحهم هو إيذانٌ بسقوط مصالحهم. وهذا الفكر الضيق المحدود هو ما استغله أعداء حضرموت في مسارهم الثالث.

المسار الثالث :
وهو المسار الأخطر الذي اجتمع فيه الأضداد في عدائهم لحضرموت بهدف تفكيك النسيج الحضرمي و إنهاء النخبة الحضرمية و إعادة الحضارم إلى التبعية و ألا يكون لهم دور فعال في اتخاذ القرار، وأن يصبحوا تابعين في الحكم لا على رأس الهرم. فقد علموا أن إيقاظ المارد الحضرمي سيعود عليهم بخسارة مشاريعهم وأطماعهم. فيهاجمون جميع الفئات و يفبركون أخبار كاذبة و يفتنون بين السلطة والشعب وبين الشعب و قادة الهبة و يبثون سمومهم عن طريق منافقيهم وأزلامهم من المندسين.

نقول لجميع الحضارم عليكم بالوحدة والاصطفاف جنباً إلى جنب مع النخبة الحضرمية والمطالبة بتسليحهم وتدريبهم. ورفض أي قوات تتشكل خارج نطاق النخبة أو تكون ند لها.

وللأسف فإن هناك شريحة من أبناء حضرموت أخذهم حماس الشعارات مع بعض الأحزاب وهم لا يعلمون أنهم أدوات. ولكننا نراهن على أصالة انتمائهم الحضرمي وأن يحكموا العقل و يتحرروا من قيود الحزبية والعنصرية، حينها سيرون أنهم يخدمون أجندات أخرى غير حضرمية. فعلى مر التاريخ، تغلغل المغرضون لتشتيت الشعوب عن المطالبة بحقوقها عبر  سياسية التفريق ونزع الثقة وخلط الأوراق وتثبيط الحماسة. فضلاً عن افتعال مشكلات جديدة تؤرق العامة وتشغلها عن هدفها ليأتي بعدها الفاسدون بلباس الأبطال المنقذين لحلها وتخليص الشعب من عنائها، ولعل أقرب مثال على ذلك: ما حصل من انعدام البترول في المكلا، وعليكم تخيّل ما سيعقب ذلك من سيناريوهات.

أبناء حضرموت، أهدافنا حقوقية وهو ماقام الشعب من أجله ، فاستمروا على هذه المطالب ولا تلتفتوا للأصوات الداعية إلى الذهاب لميناء ضبة والريان، فنهايتها اصطدام مع النخبة و إعطاء فرصة للمندسين للتخريب. كما أن الدعوات إلى تحرير الوادي و التجنيد لأبناء الحضارم خارج نطاق القانون، ماهي إلا للزج بأبناء حضرموت في حرب خاسرة، فلن تخرج القوات من الوادي إلا بقرار رئاسي مدعوم من التحالف، فلا الجابري أو بن حريز أو حتى المحافظ قادرين على إخراجها، ولكم في ماحصل في شبوة بين النخبة الشبوانية وقوات الشرعية قدوة وعبرة.

واستمر مسار التشتيت بظهور أصوات تطالب بالاتجاه إلى الوديعة وطرد قوات هاشم الأحمر، وهو ما سيشل من حركة منفذنا الوحيد وسيشكل أزمة على حدود السعودية، ولن تسمح المملكة بأي نزاع على حدودها مع حضرموت ولن يتم تغيير هاشم الأحمر إلا بقرار رئاسي. وأي مطالب عسكرية من قبل الشعب سوف تفشل و لن تنال مرادها، لاننا تحت البند السابع، ولمن يبحث في قوانين البند السابع سيعلم من أين تصدر القرارت العسكرية.

أخيراً : 
حافظوا على هبتكم و استمروا بالمطالبة و استمروا في التصعيد "سلمياً" داخل المدن الرئيسية مع استمرار النقاط دون المساس بمصالح المدنيين.

حفظ الله أبناء حضرموت من كل فتنة وجمع كلمتهم على الحق.  

كلنا حضرموت،،
كلنا الهبة الحضرمية،،