آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-04:08م

مِن عين وَنْ إلى العيون (2)

الخميس - 20 يناير 2022 - الساعة 12:11 م

محمد أحمد بالفخر
بقلم: محمد أحمد بالفخر
- ارشيف الكاتب


  في الأسبوع الماضي توقفت عند الملتقى الحضرمي الذي عقد في وادي (عين وَنْ) بأرياف مديرية الشحر بناء على دعوة الشيخ سعد بن حبريش (رحمه الله) وكما أسلفت في الأسبوع الماضي أنه قد غاب عنه كثير من القيادات القبلية والشخصيات السياسية والاجتماعية وحتى بعض ممن حضر كان في صباح اليوم الثاني في مكتب المحافظ أو مكتب قائد المحور الشرقي، 

الجمع بحد ذاته كان مهيباً وحقيقة مثّل حينها نقلة تحوّل كان بالإمكان استغلالها لتنطلق بحضرموت نحو انتزاع الكثير من حقوقها رغم سطوة النظام وقوته وجبروته،

كنت أنا من الحاضرين ضمن مجموعة ملتقى قبائل كنده التي كان يترأسها في ذلك الوقت علي بن هفتان الصيعري، وبعد صلاة الجمعة والخطبة المؤثرة التي القاها عضو مجلس النواب الشيخ عوض بانجار (رحمه الله) لم يلغي تأثيرها في قلوب كثير من الحاضرين قيام ذلك الشيخ القبلي بطريقة غير لائقة بعد أن ضاق ذرعاً من طول الخطبة فقام مقاطعاً قائلا (هيا أقيموا الصلاة ما جئنا من تل أبيب حتى يعلمنا بانجار الإسلام)

بعد الصلاة تناول الجميع طعام الغداء واتجه الموالعةُ الجدد نحو وريقات القات التي كانت حاضرة هي الأخرى ضمن ثقافة دخيلة على المجتمع الحضرمي، وبعد العصر بدأت الكلمات والقصائد الشعرية تناولت الكثير من الواقع الذي تعيشه حضرموت وتطالب بحقوقها في الثروة والوظيفة العامة والالتحاق بالمؤسسة العسكرية والأمنية وتناولت القصائد الشهيد علي بن حبريش ونضاله وحادثة اغتياله المروعة، ومن أقوى الكلمات تلك التي القاها الخطيب المفوّه الشيخ صالح العوّادي وتضمنت كلمته المثل الشهير (إذا رأيت صاحبك يحلق فنقّع شعر رأسك) وبمعنى اليوم علي بن حبريش وغداً آخر،

وبعدها تم الاتفاق على تشكيل لجان متخصصة من عموم الحاضرين وتم اختياري ضمن لجنة صياغة وإعداد الوثيقة الختامية للملتقى، وكانت اللجنة برئاسة الأستاذ سالم الخنبشي عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني وسكرتير منظمة الحزب في حضرموت في ذلك الوقت، وأذكر من ضمن أعضاء اللجنة العقيد صالح المعاري والأستاذ سالم بن سعدون الصيعري، وخرجنا بوثيقة رائعة في محتواها ومفرداتها تضمنت المطالبة بالحقوق السياسية والاقتصادية والشراكة الفاعلة لحضرموت في ثروتها وفي القرار السياسي وحقوق أبنائها في كل المجالات وحمايتها من العادات الدخيلة على المجتمع ومنها منع دخول القات الى حضرموت لما يحمله من أضرار على المجتمع اقتصادية واجتماعية وصحية، بالإضافة الى المطالبة باعتقال قتلة الشهيد بن حبريش وتقديمهم للعدالة، وحقيقة لا استذكر مفردات تلك الوثيقة بالضبط،

انتهى اللقاء الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بعد قراءة البيان الختامي واقراره. وانفض الجمع وكانت الجهة التي قامت بتوثيق اللقاء بكاميرات الفيديو والمتخصصة في تسجيل الحفلات والمناسبات مجرد أن وصلوا الى مدينة الشحر كانت أطقم الأمن السياسي في انتظارهم فتمت مصادرة كلَّ ما بحوزتهم من أشرطة الفيديو التي تم تصويرها، وتناولت صحيفتي الأيام والطريق بتقارير مفصّلة خبر الملتقى ومخرجاته ووثيقته وبيانه الختامي،

وشكلت لجنة لمتابعة مخرجات اللقاء على أرض الواقع وإن لم تخنّي الذاكرة فقد كانت برئاسة الشيخ عبدالله الصافي باوزير وعضوية شخصيات كثيرة وتم استئجار مكتب في المكلا لعقد الاجتماعات،

وللأسف لم يتحقق شيئاً من تلك المطالب سوى استيعاب بعض الشخصيات التي شاركت في ذلك الملتقى في مناصب حكومية أو غير ذلك كعضوية اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام وذهبت مفردات تلك الوثيقة أدراج الرياح وتأجلت الحقوق الحضرمية مع تلك الأماني التي عقدها محمد جمعه خان في أغنيته الشهيرة:

يا حضرموت افرحي

بترولنا با يجي

وأحيي الليالي الملاح

والفقر ولّى وراح

وفي الطريق الى العيون سنواصل اللقاء بكم في الأسبوع القادم إن شاء الله.