آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:09ص

بُن اليمن.. كيف سيستعيد مكانته العالمية والتاريخية ؟

الأربعاء - 19 يناير 2022 - الساعة 04:32 م

حسين باوسيم
بقلم: حسين باوسيم
- ارشيف الكاتب


تمتاز اليمن بزراعة أجود وأشهر بُن في العالم، البن اليمني الأصيل.. يتميز بطعمه ونكهته الرائعة والفريدة، ولايستغني الكثير عن رشفة من القهوة اليمنية تنسيه بعضاً من هموم بلد الأزمات والحرب.

بدأ البن اليمني شهرته وتم تصديره في القرن الخامس عشر، وعُرف باسم "موكا" ويقصد به "قهوة المخاء" نسبة إلى ميناء المخاء في محافظة تعز، هذا الميناء الذي يعد أول ميناء يمني انطلقت منه سفن تجارة وتصدير البُن إلى أوروبا والعالم.

استمر بُن اليمن في الإنتاج الكبير لسنوات، وصُدِّر إلى الأسواق العالمية وزادت شهرته وزبائنه، وكانت أكثر دولة تستورد البُن اليمني هي إيطاليا، تليها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، أما في الوقت الراهن أصبح إنتاج وتجارة البُن اليمني في وضع متدهور مقارنة بالأعوام الماضية، وقل التصدير بشكل كبير، وأصبح البُن اليمني في مراتب متأخرة في تصدير البن عالمياً، بعدما كان يصنف كأفضل أنواع البن، إلا أن سعره لايزال الأعلى عالمياً.

هناك عدة أسباب لتراجع زراعة وتجارة شجرة البُن على مستوى اليمن، طرحها عدد من الخبراء، أذكر بعضها، وهي شحة الأمطار ومياه الأبار والتي تؤثر سلباً خاصة في بداية زراعة شجرة البُن، وأن أغلب المزارعين يستخدمون نفس الطرق القديمة، التي تعود لمئات السنين في زراعة وحصاد البُن، بالإضافة إلى محدودية استخدام الأسمدة الكيميائية نظراً لارتفاع أسعارها، والاعتماد على الطرق التقليدية في تسميد أشجار البن، هجرة المزارعين إلى المدن أو خارج البلد هي من الأسباب الرئيسية، إضافة إلى ضعف الخبرة عند المزارعين الجدد وارتفاع كلفة العمالة.

وعلى الرغم من المشاكل التي تواجه الزراعة عموما ومحصول البُن خصوصا إلا أن هناك جهود حثيثة للنهوض واستعادة مكانة اليمن في هذا المجال، وفي هذا السياق سجل الحضور المجتمعي دورا متقدما في الترويج الداخلي والخارجي بهدف تطوير زراعة البُن، باعتباره محصول تاريخي مرتبط بالهوية اليمنية الجامعة، بالإضافة إلى أن التأكيد على أن قهوة البُن من المحاصيل النقدية التي تسهم في دعم الاقتصاد اليمني بالعملة الصعبة ، ولاعتماد مئات الآلاف من اليمنيين على محصوله لتحسين دخلهم المادي.

هناك آمال يمانية كبيرة بأن يعود البُن اليمني إلى مكانته وشهرته وقيمته التي كان عليها، ولا شك أن هناك عاملين مهمين لعودة زراعة وتجارة البُن اليمني واسترجاع مكانته، وهي انتهاء الحرب التي أثرت على الزراعة والاقتصاد، وتبديل زراعة شجرة القات بأشجار البُن، ليكثر إنتاج البُن اليمني وتزيد تجارته داخلياً وخارجياً، وتعود مكانته وقيمته العالمية.