آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:38ص

حرمة الأوطان... وعقوق الانسان.!!

الأربعاء - 19 يناير 2022 - الساعة 11:39 ص

منصور بلعيدي
بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


الوطن قيمة واستقامة وارض ومنزل واولاد واسرة وام حنون. يولد فيه المواطن ويعيش ويترعرع بين جنباته ويتغذى من خيراته ويتنفس نسيمه ويرتبط به شعورياً فتتشكل، شخصيته انبثاقاً من كينونته الحياتية رتقاً متلازماً بين الانسان والطبيعة الجغرافية فينشأ تلازم معنوي بين الوطن والمواطن يجعل الانسان ابن بيئته.

 ولكن الانسان بطبعه كائن اجتماعي لا يستطيع العيش بمفرده ولابد من وجود اخرين من حوله يوجدون وفق منظومة اجتماعية يصنعونها لأنفسهم ليتعايشو في اطارها وفق مقتضيات الوجود الانساني. 

ومن هنا تبدأ مشكلات الحياة وتضارب المصالح والمنافع فتخلق التعقيدات التي ترهق كاهل الوطن والمواطن معاً.

وفي هذا الصدد نجد ان الناس، صنفان:

مواطن اصيل  يحب وطنه ويتعب من اجله ويخسر ويضحي من اجل سلامته ولا يجعل تصادم مصالحه مع من حوله سبباً للتفريط في الوطن..

 واخر لا يهمه من الوطن الا مصالحه الذاتية.. تسيطر عليه الانانية ويغرق في الذاتية ويمكنه ان يبيع الوطن في سوق النخاسة طالما وجد الثمن ..همه نفسه ومن ورائه الطوفان. 

انهم من يبيعون الوطن بحفنة من المال ولو كان مدنس..

والوقع خير شاهد على وجود الصنفين من الناس في بلادنا ويظهران بوضوح تام وخاصة في ظل هذه الحرب اللعينة. 

وفي هذا المقام تحضرني حكاية احد مساعدي هتلر في الحرب العالمية الثانية الذي انشق عن هتلر ولجأ إلى بريطانيا فرحبت به ترحيباً عاليا، وأعلنت ذلك عبر وسائل الإعلام وأنزلوه في افخم القصور الملكية..

بعدها طلبت منه المخابرات البريطانية تحديد اهداف مهمة في المانيا لقصفها فرفض..!!

طلبه وزير الخارجية القوي آنذاك وحاول التأثير والضغط عليه فقال: انفصلتُ عن هتلر وليس عن المانيا وأكد رفضه مساعدتهم في تحديد اهداف خاصة في بلاده لقصفها؛ فتم سجنه ولم يسمح له بالعودة إلى بلاده، ومات هناك مرتاح الضمير.. لأنه من الصنف الاول. 

ولاشك ان القائد الالماني المنشق من الصنف الاول آنفاً... وما اكثر الصنف الثاني في واقعنا الذين افرزتهم الحرب. .وللأوطان حرمة لا يبيعها إلا الانـذال.