آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-10:56م

يحدث هذا في اليمن..

الأربعاء - 19 يناير 2022 - الساعة 02:03 ص

عدنان حجر
بقلم: عدنان حجر
- ارشيف الكاتب


 بعد مضغ التخزينة دخل الفيس بوك لمتابعة آخر الأخبار , وإذا بالسيد مارك يسأله : بماذا تفكر ؟..فذهب الرجل لمتابعة اخر الاخبار , ثم عاد لسؤال مارك,فوجد نفسه مشدودا للرد على مارك, لكن الاخبار التي قرأها وجدها كلها تجمع بين الغموض الذي يصعب فك رموزه والمخاوف الجامعة بين الخرافات والأساطير التي لاعلاقة لها بما يحلم به ويتمنى , فترك مارك واغلق هاتفه ووضع رأسه على وسادته لينام , وقبل أن يغط في نومه ,بدأت ذاكرته تستدعي الاخبار التي قرأها , وعلى أساسها توقع أن ماسيحدث في الغد قد لايتفق مع قرأه بالامس..

• صحى الرجل مبكرا ولم يتحرك من على فراشه الا بعد أن سأل نفسه أسئلة لايسألها الا فيلسوف مثالي..غادر منزله بين اليأس والأمل باحثا عن العدل والانصاف دون جدوى.بل تأكد له امامه أن الظلم والاجحاف لايطاله هو فقط بل يطال كثيرون موظفين عاديين وبسطاء وفقراء ومرضى ومتسولين.وجدهم  يبحثون عن العون والدعم والمساعدة ووجد نفسه لايستطيع أن يقدم لهم شيئا , ورغم ان ضميره كان  يدفعه وبقوة للتضامن معهم لكنه كان عاجزا أن يتفوه بكلمة , وان تفوه بكلمة حق , قالوا له انت كمايقول المثل التهامي ( تغني على امرحومه )..

• وامام عجزه في تقديم المساعدة والتضامن للمستحقين ذلك , كان يتأمل  في وجوه آخرين ويراقب تصرفاتهم فوجدهم يتحركون مبتسمين وهادئين  وسعادتهم فوق الوصف لكنه محتار في توصيفهم , هل هم المتعففين والبسطاء المقتدرين   يغالطون انفسهم مقاومة لمعاناتهم وظروفهم , أو أنهم سعداء فعلا وهؤلاء من بيوت الثراء وهوامير الفساد لكنهم ليسوا بشرا لأنهم لاانسانية لهم ولاضمير حي..

• وبينما هو يحملق في وجوه المارة , اوقفه شاب بسيط ومحترم ومثقف يعاني اكثر منه لكن لاحول له ولاقوة , أوقفه وسأله : لماذا تحملق في وجوه المارة ؟. فرد عليه شارحا له معاناته ومعاناة غيره , وما يشاهده يوميا من أوضاع مؤسفة وتناقضات مؤلمه ..فبادره الشاب بالكلام قائلا له : انت تعيش في بلد عريق لكنه يمر بمرحلة هي الاسوء في تاريخه , فقرائه ضعفاء واغنيائه فقراء ونخبه كل يغني على ليلاه , بلد يحكمه نظام فاسد وتديره سلطة فاسدة..بلد لم يعد فيه مكانا للعدالة أو الحرية..الفاسدون صنعوا هذا الوضع لتقبيح بلدك يتعمدون ويسعون جاهدين  لتلويثك وتقبيحك ومضاعفة معاناتك يوم بعد يوم بقسوة البرابرة وتقاليد وأعراف سكان المجتمعات البدائية الأولى..

• وان لم تكن مصدقا بانك تعيش في دولة أركانها الفساد , وشرفائها قلة محاصرون والامل فيها ضعيف  للتخلص من رذيلتها وإحلال العدل والحق والحرية والاستقرار والسلام , فإذا لم تكن مصدقا ذلك, فانك إما تعبان وتعاني اضغاث احلام , او انك كنت تقرأ سيناريو لقصة أو رواية أو مسرحية انت أحد شخوصها , والجميع فيها أبدع وقام بدوره بإتقان..والمتلقيين بين مستمتع وحزين..وماعليك إلا أن تفتدي بلدك بالكفاح والنضال ومقارعة الظلم ومواجهة الفاسدين , أو تعيش حياتك مستسلما لله عز وجل , بالدعاء المتكرر " اللهم لاتسلط علينا من لايخافك فينا ولا يرحمنا " .