آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-02:10ص

( فاقد الشيء لا يُعطيه )

الثلاثاء - 18 يناير 2022 - الساعة 07:42 م

الشيخ أحمد المريسي
بقلم: الشيخ أحمد المريسي
- ارشيف الكاتب


المسؤول الذي يعلم بقدرته وحجم إمكانياته كدولة وليس كموظف ويضع نفسه في محل سخرية الأخرين ليتندرون عليه في مجالسهم وكتاباتهم ومواقعهم يستحق ذلك المثل القائل فاقد الشيء لا يعطيه.

نعم وألف نعم نحن كمواطنين في محافظة عدن نعاني ونريد كهرباء ومياه ووقود وغاز ومواد غذائية واستهلاكية وعلاجية ونريد تحرك واعي ومدروس ومنسق ومرتب ومعالجة وحلول من قبل السلطات المحلية وكل الجهات المعنية نعم نريد ذلك.

لكننا بالمقابل رجال دولة ومثقفين واصحاب خبرة ونعلم حجم الإمكانيات والقدرات ونعلم أيضأ الوسائل والطرق التي ينبغي أن يتبعها المسؤول وكيف تتم المعالجات والخطوات الصحيحة للوصول إلى تحقيق الغايات المطلوبة.

فالقرارات والتوجيهات التي تصدر هنا وهناك والجهود التي تهدر وتبعثر هنا وهناك والحملات التي لن تأتي بالنتائج المراده والمطلوبة دون النظر و مراعاة الدائرة المحيطة بك كسلطة محلية محدودة الصلاحيات والإمكانيات والاختصاصات و القدرات التي تجعلك عاجز عن عمل اي شيئا يستجيب له من قبل أصحاب المحطات والتجار نظراً لغياب وعدم تفاعل كل الجهات المعنية والمنوط بها توفير كافة الخدمات الأساسية والضرورية لحياه المواطن واستقرارها واستمرارها.

فأي توجيهات تصدر بمعزل وبفردية عن الترتيب والتنسيق مع كافة الجهات المعنية التي تمتلك تحريك الأمور وحل كل المعضلات وأعني هنا مجلس الوزراء والوزارت المعنية كمنظومة عمل تعمل بشكل مؤسسي متكامل مع السلطات المحلية في محافظة عدن بعيداً عن الحسابات السياسية والمراهنات والمكايدات السياسية وسياسة التسويف والمماطلة والوعود الكاذبة  العرقوبية لاستنزاف جهود قيادة المحافظة وإرهاق السلطة المحلية التي إمكانياتها وصلاحياتها محدودة من النواحي المالية واللوائح التي تحكم وتضبط عملها والتي لاتمكنها من حل جل المطالب والخدمات والاحتياجات الضرورية وكل مانشاهده من تحركات وحملات واجتماعات وجهد فارغ تبدده قلة الإمكانيات والقيود والصلاحيات كسلطة محلية والقصد هنا ليس تقليل في ما تقوم به السلطة أو ما يقوم به ويبدله مسؤول السلطة المحلية المكلف ولكن فيما يعلمه من عدم القدرة التي لم تمنحه تحقيق ذلك العمل وهو في معزل عن مشاركة الجهات الذي هو يعتبر جزء فيها من كل يعني وبصورة أدق وأوضح يد واحدة لا تصفق وفاقد الشيء لا يعطيه طالما وانك تعلم البئر وغطاه فلا داعي لدغدغة مشاعر المواطنين وأخد الصور ونشرها في المواقع على أنها إجراءات سوف تستقر من خلالها وتتوفر كافة الخدمات والاحتياجات والأسعار ويتم من خلاله ضبط المخالفين وكل من يفتعل الأزمات ويعمل على خنق محافظة عدن والملاحظة أن أغلب حاجياتنا تأتي من محافظة أخرى لسنا مسيطرين عليها ومن عملاء ووكلاء وتجار ليس لدينا سلطان عليهم لارتباطهم بجهات نافذة ولأننا لانملك الاستيراد لتغطية حاجة السوق المحلية وتلبية كل متطلبات المواطنين في محافظة عدن ولو في أضيق الحدود.

لاتمتلك السلطة المحلية غير تصريف وتنظيم وتوزيع الموجود للحد من السوق السوداء واستغلال بعض أصحاب المحلات والتجار الجشعين وتعمل بحسب آلية السوق والعرض والطلب كسلطة محلية والمهم هنا من وجهة نظرنا مصارحة الناس بالحقيقة دون مكابرة حتى لاتكونوا في نظر المواطن بأنكم كاذبين وأن بدلتم جهد مهما كان وهو بدون نتيجة لن يقبله المواطن لأنه يريد شيء يلمسه ولا يريد حديث ووعود وصور والخ،
رحم الله رجل عرف قدر نفسه وسلطة محلية تعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه.

الملاحظة:- إذا لم تمتلك السلطة المحلية القدرة على المنافسة في الأسواق أو الشراكة والذي من خلالها تستطيع أن تتحكم وتفرض توفير الاحتاجات وتضع الالتزمات وتحدد الفائدة وهامش الربح وتحدد التسعيرة فكل ماهو حاصل جهد وعمل مهدور لاقيمة له بقد ما يزيد الطين بلة ويضاعف من معاناة المواطن المتعب أصلا من غياب الدولة التي تركته وحده يواجه مصيره مع هوامير الفساد وجشع التجار وغلاء الأسعار والمضاربين بالعملة وغسيل الأموال للحصول على احتياجاته وقوته الضروري ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل هو المنتقم الجبار.

#المريسي.