آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-11:30م

الشهادة للجنوبيين والإستقرار للمؤتمريين والإنسحاب للإخونجيين

الإثنين - 17 يناير 2022 - الساعة 10:29 م

نزيه مرياش
بقلم: نزيه مرياش
- ارشيف الكاتب


الكل يعلم أن إلهام الفوز في أي حرب هو الخداع الذي يجعل طرف يتفوق على الطرف الأخر، ولكن في حرب اليمن جميع الأطراف في ميدان المعركة يطوفوا في دوامة الخداع إلى جانب قاداتهم وسياسيهم ومشاهدينهم  . 
فمنذ إندلاع الحرب ( مسرحية ) في اليمن والمشاهدين والممثلين في حيرة، جعلتهم ضائعين بين ثنايا أفكارههم التي لم تعد تستطيع أن تميز هذه الأحداث بأنها حرب حقيقية أو فلم حرب أو مسرحية هزلية . 
هذه المسرحية التي قُسمت مشاهدها بين طاقمين،  الطاقم الأول يضم الممثليين الحوثيين ( خرجين مسرح إيران ) الذين كانوا سبب إقامة هذه المسرحية على أرض اليمن، والذين يلعبوا دور العدو ( ليس موضوعنا في هذا المقال ) ،والطاقم الأخر الذي تم توزيع الأدوار عليه في ثلاثة سيناريوهات : -
السيناريو الأول : - 
هذا السيناريو الذي تميزت مشاهده بالتقوقع في الساحل الغربي ، حيث أوكل لتمثيل هذه المشاهد إلى قوات طارق التي رغم أن أناملها الناعمة لم تلامس خشبة المسرح إلا أنها تنال كل مميزاتها من رواتب وعتاد حربي  .
السيناريو الثاني : -
هذ السيناريو الذي تميزت مشاهده بالتكتيك الأنسحابي الذي أبدع في تمثيله - بكل جذارة - المقاولة ( مقاولة وليست مقاومة ) الأخونجية، التي أشتهرت وتم تقليدها بوسام الإبداع في تسليم الأرض والسلاح للعدو الحوثي على طبق من ذهب، هذا السلاح الحديث الذي تم دعمهم به من قبل التحالف ( راعي المسرحية ) الذي كان بخيل في دعمه العسكري لسيناريو الثالث  . 
السيناريو الثالث : - 
هذا السيناريو الذي جميع مشاهده كُتبت بحبر من الدم وعلى صفحات هُتفت بالنضال وسطور هُمست بالتضحية، هذه المشاهد التي نفذتها المقاومة الجنوبية الباسلة بكافة أطيافها، الذين تفوح من رجولتهم نخوة البراءة الصادقة، ليمتطوا صهوة شجاعتهم ليصولوا ويجولوا في جميع ميادين الحرب، حاملين أكفانهم الطاهرة والصادقة في سبيل أداء وأجبهم ضد الشيعي المجوسي .
ومايذهلني في سيناريوهات هذه المسرحية هي نوايا المخرج الخفية التي جعلت الشهادة من نصيب المقاومة الجنوبية، والإستقرار من نصيب قوات طارق والإنسحاب من نصيب المقاولة الإخونحية  . 
فالمخرج يضع اللمسات الأخيره على المشاهد الختامية لهذه المسرحية الهزلية، التي تكرر فيها مشهد تسليم الإخونجة الأرض والسلاح للحوثي، ليرسل المخرج المقاومة الجنوبية لتحصد الشهداء كما حدث في شبوة ومارب والبيضاء والحديدة  . هذه اللمسات اللئيمة الغادرة التي عمقت جراح الجنوبيين والتي ظهرت بصماتها  كالتالي : -  
البصمة الأولى : -  الحفاظ على قوات الساحل الغربي وقوات الإخونجية وهلاك القوات الجنوبية . البصمة الثانية : -  حرمان المقاومة الجنوبية من السلاح الثقيل رغم أنها الطرف الوحيد، بجانب التحالف، الذي يُقاتل الحوثي  . 
البصمة الثالثة : -  منع المقاومة الجنوبية من مواصلة إنتصاراتها عندما تتهالك القوى الحوثية كما حدث في المخا والبيضاء.... إلخ  .
البصمة الرابعة : -  الغارات التي صرح المخرج عنها بأنها أصابت المقاومة الجنوبية عن طريق الخطأ، علماً أنها سلاح المخرج الرادع لكل من خرج عن مسار السيناريو  . 
البصمة الخامسة : -  إجبار المخرج المقاومة الجنوبية على التمدد أكثر في المناطق الشمالية، لتحريرها من الحوثي ووضع القوات الشمالية ( طارق ومحسن ) في فريز الثلاجة المليئة بكل ما لذ وطاب  .
البصمة السادسة : - إبقاء المخرج أغلبية القادة والسياسيين الجنوبيين في أرض المعركة ونثر القادة والساسة الشماليين كنثر النجوم في سماء شاليهات وفنادق دول الخليج وتركيا  . 
البصمة السابعة : -  إصرار المخرج على المقاومة الجنوبية بتنفيذ قراره المتمثل بتقديم كشوفات للشهداء والجرحى والغير صالحين، لأجل تقليص حجم المقاومة الجنوبية إلى أقل من الربع علماً أن هذا القرار لم يفرض على قوات القطب المتجمد الشمالي  . 
ولمسات أخرى يطبخها المخرج على نار لئيمة ستظهرها المشاهد القادمة التي لايمكن التنبؤ بها حتى وإن أعطى المخرج وعود للجنوبيين، فكيف نثق في السلم بمخرج أهداء في الحرب سيناريو الشهادة للجنوبيين الذين كانوا الطرف الوحيد من اليمنيين الصادق والوفي والمخلص مع التحالف في الحرب ضد التمدد الشيعي الفارسي  !!!! 
الشهادة للجنوبيين
الإستقرار للمؤتمريين
الإنسحاب للأخوانجيين