آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-01:43ص

بعد قصف أبو ظبي... حـرب اليمـن..  الى أين؟ 

الإثنين - 17 يناير 2022 - الساعة 07:41 م

صلاح السقلدي
بقلم: صلاح السقلدي
- ارشيف الكاتب


 

عملية اليوم التي استهدف بها الحوثيون  ابو ظبي بهجوم عسكري ضارٍ هو الأول من نوعه من حيث العدد والضخامة إما وعجّــلت بوقف الحرب او على اقلها خففت من ايقاعها المتصاعد إن آثرت الإمارات السلامة  حفاظا على اقتصادها المزدهر و المعتمد أساسا على ميزة  الاستقرار التي تجلب الشركات الأجنبية ورؤوس الأموال والاستثمارات الهائلة والسياحة وغيرها من روافد الاقتصاد ودخلت في تسوية سياسية  شاملة مع الحوثيين ضمن مظلة التحالف والقوى اليمنية المناوئة لهم بالشمال وبالجنوب او دخلت مع الحوثيين في تفاهمات من تحت الطاولة  تقضي بخفض التصعيد بينهما كما كانت التفاهمات الغير معلنة بينهما  قائمة طيلة السبع السنوات الماضية إن رأت استحالة التوصل إلى تسوية شاملة مع الحوثيين مع شريكها الرئيس بالتحالف( السعودية) وباقي الشركاء المحليين، وإما زادت هذه العملية- التي صبت مزيدا من الزيت على نار متقدة - من إذكاء نار هذه الحرب واضرامها أكثر واكثر ولمساحات جغرافية أوسع نطاقا داخليا وربما اقليميا وبأساليب أكثر دموية وأوسع تدميرا ولسنوات أخرى إن سلكت الامارات درب المواجهة حتى النهاية مع الحوثيين، الحوثيون الذين باتوا يتصرفون مؤخرا وفق منطق: أنا الغريقُ فما خوفي من البلل، خصوصا بعد معارك شبوةِ؟.
 

    ... الحوثيون ظلوا طيلة السبع السنوات  يتحاشون ضرب العمق الإماراتي  وجعلوا الهجوم عليها مؤجلا على أمل أن يحيدوا من نشاطها العسكري ضدهم  بعض الشيء وحصر صراعهم مع السعودية وانسجاما مع  الموقف الإيراني اللين تجاه أبوظبي، وقد استطاعوا كسب ذلك إلى حد كبير مستفيدين من فتور العلاقة بين قطبي التحالف" السعودية والإمارات،" ولكن عودة هذه الأخيرة بقوة الى لعب دور فاعل عسكريا وسياسيا وفي شبوة  تحديدا والتوجه صوب مأرب بطلب سعودي، وتلقيهم أي الحوثيون خسائر واضحة في شبوة  عبر قوات جنوبية مسنودة بقوة من أبوظبي حمَـلَ الحوثيين على تنفيذ ما ليس منه بد مع الإمارات واتخاذ القرار المؤجل،فهم يخشون الدور االاماراتي ويدركون نوعية مشاركتها العسكرية الفاعلة مقارنة بالدور السعودي الذي لا يأبهون به كثيرا برغم ضخامة أمكانياته. 
 أطراف الصراع جميعها تُمـرُُ بمنعطف حاد للغاية، فبرغم الإنهاك الذي يعتريها ويقينها من حقيقة ألا حسم عسكري وألا منتصر  حقيقي بهذه الحرب وان الجميع يهوي في هوّة سحيقة لا قرار لها، إلّا أنها مستمرة بعناد ومكابرة على انتهاج سياسة عض الأصابع، وأيهما سيصرح قبل.

*صلاح السقلدي