آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-02:32م

أبين أولاً..!

الأحد - 16 يناير 2022 - الساعة 08:21 م

منصور بلعيدي
بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


حينما نقول أبين أولاً معناه ان كل التوجهات والخلافات والقناعات الخاصة تأتي في المرتبة الثانية بعد أبين.. كيف ذلك؟! 

السعي من أجل أخراج أبين مما تعانيه جراء الحروب والصراعات التي اتخذت من أبين مسرحاً لعملياتها يجب ان يكون سعياً شعبياً وحزبياً وحكومياً تتوحد فيه كل الجهود ويتفق فيه جميع ابنائها بمختلف توجهاتهم ومشاربهم ليحملوا محافظتهم على اكتافهم ليخرجوها من حالة الشلل التام الذي اصابها خلال الفترة الممتدة ما بين 2011- الى 2021 وما تلاها من عدم الاستقرار السياسي والأمني بمعناهما الواسع والذي فرض عليها واقعاً معيشياً ونفسياً واجتماعياً قاسياً يتجرعه المواطن المغلوب على امره..

بالإضافة الى شدة التجاذبات السياسية والاستقطابات الحادة التي مزقت التوحد الشعوري بين المجتمع الأبيني فصار كل ينزع الى جهة  مما ولد تنافراً مجتمعياً ربما يقود الى تمزيق النسيج الاجتماعي ان لم يتلافاه العقلاء قبل استفحاله.. 

هذه الحالة تفرض واجباً على كل العقلاء والخيرين الغيورين على محافظتهم واهلهم وناسهم ان يوحدوا الجهود ويسعون نحو ردم الهوة بين الفرقاء وجعل ابين حزب للجميع. 

صحيح انها ستكون خطوة صعبة على كبرياء النفس المشحونة بالتأجيج السياسي والاعلامي، لكنها تحتاج الى قيادات تملك القدرة على التسامي فوق الجراح والارتفاع الى مستوى الحرص على الوطن واهله لتخطو  الخطوة الاولى على الطريق الصحيح .. 

وستتوالى بعدها خطوات الشرفاء تباعاً حين يفتح لها الباب لتلافي اتساع الهوة وبدء العمل على ردمها ليلتئم الشمل وتردم الشقوق وتسوى النتوءات وتعود المياه الى مجاريها صافية نقية بعد ان لوثها الجهلاء. 

لاشك ان ذلك يتطلب قيادات على مستوى الحدث لديها الامكان الحضاري والقناعة الراسخة بان ابين تستحق التضحية من اجلها. 

واني أرى في شخص الأستاذ محمد أحمد الشقي رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالمحافظة من ابرز القيادات الذين يمثلون هذه القيم النبيلة في الحفاظ على الناس والسعي الجاد لرأب الصدع وبدء توحد الصف ولم الشمل الجنوبي بعد ان فرقتهم الحرب والدسائس.

 ولدينا قيادات كثيرة في مخزون ابين الكبير تمتلك الكاريزما  والقدرة على صنع الابتسامة في وجوه الناس بعد ان سلبها منهم الزمان ..

وهم كثيرون لكنهم مغيبون ومبعدون عن مواقع القرار ويحتاجون لمن يفتح لهم الباب ليلجأو الى لجة العمل الجاد من أجل أبين.

 بالتأكيد سنقف في صف من كان قلبه على ابين واهلها حين يجسد ذلك واقعاً ،  غير عابئين بقناعاته الذاتية لأنها ملك له وليس من حقه فرضها على الاخرين.. لكن طالما كانت ابين اولوية في مسار نشاطه العام فسيجدنا سنداً له بكل ما نستطيع.. 

ابين يكفيها ما مر بها من حروب ودمار تفوقت فيه على اخواتها من محافظات الوطن، ومن حقها ان تخرج من قمقم الصراعات العقيمة وان تأخذ قصداً من الراحة والهدوء بعد كل تلك الزوابع المزعجة وان تنفض غبار الحرب وتتجه نحو الاستقرار السياسي والأمني وتبدأ مرحلة البناء والتنمية...

وذلك المؤمل في القيادات الوطنية التي تسمو بأخلاقها..