آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:01م

المبادرة الإيرانية.. الممكن واللا ممكن

السبت - 15 يناير 2022 - الساعة 02:28 م

حيدره محمد
بقلم: حيدره محمد
- ارشيف الكاتب


توقيت المبادرة الإيرانية يفتح الأبواب المشرعة أمام كل الاحتمالات والتصورات والسيناريوهات..ويثير الكثير من التساؤلات أمام مبادرة السلام التي وجهتها الخارجيّة الإيرانية لجميع اطراف الحرب اليمنية وفي مقدمتهم حلفاءها الحوثيين.

ولكن توقيت المبادرة في حد ذاته ملفت للانتباه ويطرح الكثير من علامات الاستفهام العديدة عن طبيعة الوضع السياسي والعسكري لحلفاء إيران في المقام الأول ولطبيعة المواقف السياسيّة والعسكرية لباقي أطراف الحرب المتحالفين كخصوم مناوئين لطهران.

وفي تقديري أن الإيرانيين لن يقدموا على تقديم هكذا مبادرة مالم يكونوا يشعروا بخطر حقيقي يتهدد حلفاءهم الحوثيين، وأعتقد أن هنالك صراع حوثي حوثي داخلي تخشى طهران من خروجه عن السيطرة.

وهو الصراع الذي لم يعد بوسعها احتواءه وقد تكون الأنباء التي لازالت تتحدث عن مصرع قائد الجماعة الحوثية صحيحة إلى حد بعيد مع تصاعد حدة التوتر بين أجنحة الجماعة.

وبالإضافة لذلك فإن مضامين المبادرة الإيرانية عوضا عن توقيتها تأتي متزامنة مع التراجعات والهزائم العسكرية الحوثية في مأرب وشبوة.

والخسائر المكلفة للحوثيين في العتاد والمقاتلين منذ حصارهم مأرب وسيطرتهم على أجزاء من شبوة تفوق خسائرهم في الحرب منذ اندلعت قبل سبع سنوات.

وباعتقادي أن الإيرانيين باتوا يدركون أن تراجع حلفاءهم الحوثيين لم يعد يشكل حاجزا يمنعهم من تقبل وتفهم الوقائع والتطورات الميدانية.

وبمعنى أدق يدرك الإيرانيون بأن حلفاءهم استنزفوا الطاقة الممكنة من مقاتلي رجال القبائل والذين يزج بهم الحوثيين في معاركهم وبالتحديد في معركة مأرب التي أنهكت قواهم..وكما وأنها كشفت بأن الحوثيين لم يعد بمقدورهم الحشد لمعارك أبعد من مأرب.

ولاتقف حقائق الوقائع والتطورات عند هذا الحد فحسب وبل وتضاهيها إلى ماهو أبعد..فالصراع المحموم بين أقطاب الجناحين العسكري والسياسي للجماعة الحوثية تكشفه الصدامات المسلحة التي تندلع بين مليشيات الجماعة والمليشيات الحوثية المعارضة لها.

وذلك فيما يشبه الصراع الذي لم يحسم لأي طرف من أطراف الصراع الحوثي الحوثي..والذي قد تكون المبادرة الإيرانية جاءت لأجل عدم خروجه عن الحد الذي يجعل طهران تقدم على ماهو أكبر من تقديم مبادرة سياسيّة للحل.

وما يدلل على المخاوف الإيرانية في سياق المبادرة شديد العلاقة بالوضع العسكري الصعب الذي وصل له الحوثيين حينما تشير إلى عدم استهداف مأرب فور وقف إطلاق النار.

وهي الإشارة الأكثر تصديقا لتراجع الحوثيين العسكري أولا ولصراعهم السياسي الداخلي ثانيا،والسؤال هل تنجح إيران في أنقاذ حلفاءها الحوثيين..؟أم أنها ستجد نفسها مضطرة لتقديمهم قربانا على طاولة اتفاق إعادة تجديد اتفاقها النووي مع الغرب.