تبقى لغة الوفاء والأصالة سمات لن يتحلى بها سوى أولئك الرجال الذين تعلموا معناها وتربوا وتتلمذوا ونشأوا عليها منذو نعومة أضافرهم وفي صبئهم وحتى كهولتهم، هذه المبادئ تشبعوا بها في بيوتهم الأصيلة وبيئتهم المحيطة التي ترعرعوا فيها فكانت مدرستهم التي علمتهم هذه الصفات النبيلة والأصيلة.. الوفاء لغة يتخاطب بها القادة ويتميز بها قليلاً من البشر .. وهي جسر عبور دائم لا ينقطع ولن يتوقف مهما كانت الأسباب ومهما تعاظمت المخاطر.. فلا يمكن أن تنتهي بسهولة ولا أن تقف عند حواجز، ومصائد، وعراقيل، وكمائن الأعداء المتربصين.. ولا تسمح للغة المصالح والمال أن تمحوها بسهولة.
أهل الوفاء لا يتساقطون مهما كانت شدة الرياح قوية، وأهل المصالح يسقطون عند أولى لحظات هبوب الرياح كأوراق الشجر المتطايرة في الغابة الجرداء.
