آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-01:43ص

سلطة الخوف

السبت - 15 يناير 2022 - الساعة 02:30 ص

أسامة الشرمي
بقلم: أسامة الشرمي
- ارشيف الكاتب



#أسامة_الشرمي
===============

"الجبرت" و"طاهش الحوبان" و"جن الامام" و"الخلط" ، و "اللهو الخفي" -بصوت سعيد صالح في مسرحية العيال كبرت- و أخيراً (مجهول لحج) وغيرها الكثير من الخزعبلات . كلها وسائل رعب وهمية تروج لها منظومات وجهات معلومة عادة ما تكون حاكمة أو امنية بغرض فرض حالة حظر تجول غير معلن او اشغال المجتمع بالبلبلة و (القيل قالت) عن احداث كبرى تجري حالياً.

لوهلة ظننت أن زمن الانترنت والسوشيال ميديا والمعرفة المفتوحة سيحول دون تكرار سيناريوهات استخفاف قوى الشر بعقول الناس من خلال الوهم والخوف والارهاب ، لكن الواقع اليوم وما يحدث في لحج تحديداً بدد ظنوني.

وبما أن المرحلة لا تستدعي وجود حالة حظر تجوال ، لذا فأن المسرحية التي يتدفق الحديث عنها من لحج لها غرض تشتييت انتباه الرأي العام عما يهمه ، إلى ما يملئ فراغه.

معلومة: في مهارات ألعاب الخفة ، عندما يصفق الساحر فهو يسرق انتباه الجمهور إلى فرقعة أصابعه ، وتلك هي اللحظة التي يخدعهم فيها ، إذ يحول فيها انظارهم عن الخدعة الحقيقية ، وعندما لا يكتشفون ما حصل ، تحل الصدمة وتقفز وتختفي عشرات الاسئلة ، ثم يصفق الجميع كالمجانين.

للزملاء في لحج أو المتابعين لهذه الملهاة أن مجرد توثيقك لاحداث هذه القصة وتطورها يوماً بيوم وردود فعل الناس ومشاعرهم واستقصاء الاسباب الحقيقة وراءها وتدوينها جميعاً بشكل ادبي بين دفتي كتاب يضمن لمن يعملها ان يحقق الثراء والشهرة وربما جائزة نوبل في الادب.

فنحن نعيش أوضح مشهد اجتماعي سياسي في تاريخ عدن وأريافها يصور عمق ثقافتنا ومعتقداتنا وعلاقاتنا ومخاوفنا وأخلاقنا وصدقنا ومستوى نخبتنا المثقفة بطريقة فاضحة لا تتكرر إلا مرة واحدة كل مائة عام لابد من اصطيادها.