التحالف (2)

كيف يمكن قراءة التواجد المفاجئ للناطق الرسمي لقوات التحالف العميد الركن تركي المالكي في مدينة عتق مركز محافظة شبوة يوم الثلاثاء الفائت؟
وماهي دلالة اختيار مدينة عتق لاعلان التحالف لعملية تحرير اليمن السعيد ؟
ومامدى ارتباطها بتعيين المحافظ الجديد لشبوة الشيخ عوض محمد العولقي ؟
ثلاثة اسئلة منطقية لا يمكن تجاهلها او التغاضي عنها عند تناولها بالحديث و اخضاعها لتحليل . وهناك ترابط عضوي في معاني الاجابة عليها،وسلاسة للافكار في التعبير عنها. وقد اكتفي بتناول قراءة الاول منها للابتعاد عن الاطالة التي اشعر بثقلها على القارئ الكريم .
وقد لوحظ الاهتمام بالزيارة على اكثر من صعيد على خطورة توقيتها ولكنها في كل الاحوال تمثل مفاجأة من العيار الثقيل لاتقل قيمة عن البشائر التي فجرها العميد المالكي في ظلمات المناطق الداكنة من مستجدات الاحداث التي تعيشها اليمن وظهرت على تقاسيم  وجهه السموح  قبل ان تنطق بها لسانه ويستدرك المرء بشاشتها جلية على محياه الطلق بقلب سليم . وتلكم من الصفات النادرة في القيادات التي تمتلك مهارات نوعية وقدرات عالية تمكنها من نقل ما يعتمل في دواخلها الى صفحة الوجه مما يسهل عملية قراءتها واستلهامها معا دونما الحاجة الى تدوينها بالكتابة او وسائل التوثيق الحديثة الا من باب حفظها في الذاكرة السياسية للمحافظة واليمن لحجم الدلالات السياسية والتاريخية لها .
و حمل الناطق الرسمي للتحالف العميد ركن تركي المالكي قي ثنايا مستهل حديثه في المؤتمر الصحفي الذي عقده بمعية محافظ شبوة الشيخ عوض العولقي زخات البشائر للنفوس الحائرة والمضطربة من الوضع ، ونزلت كلماته بردا وسلاما عليها، وبددت حيرتها ،ومجاراتها مع صراعها الداخلي المسيطر على نفسية الوسط الصحفي المشارك في المؤتمر وقبل طرح سؤالهم بلسان واحد ووحيد ماذا بعد بيحان ؟جأت بشارته وبلسان عربي مبين انطلاق عملية تحرير اليمن السعيد ، اطمأنت النفوس وكل الحاضرين يود لو يطير مع البشارة للشعب اليمني الذي اصبح فريسة للافكار والاقاويل عن مصير الوجهة القادمة لقوات نصر بيحان وبالذات قوات العمالقة التي كثر القول فيها لغموض تبعيتها الحقيقة . واستدليت من حديثه بان العملية  متكاملة الاهداف تتواحد فيها بندقية كافة التشكيلات العسكرية والمقاومة لاستكمال مهمة التحرير والتطهير لليمن وهزيمة مشروع الانقلاب الحوثي وقطع دابر الشر الايراني ونواصيه الامامية منها. يتبعها او يتزامن معها اطلاق عملية اعادة تأهيل شاملة وبناء متكامل للمقومات الاساسية لدولة والشعب اليمني حتى يرتقي لمصاف الدول الخليجية .
وربط العميد المالكي تحقيق هذه الاماني و الامنيات بارادة اجماع ابناء اليمن عليها واصرارهم على الانتصار لها على كل صعيد جبهة ، والانطلاقة نحوها بروح ثائر ، وزهد قديس مهاجر الى الكمال ونور الله .
ووزع المالكي وهو رجل سياسي لامع واستخباري بارع  الورود والآمال على مستقبل اليمن السعيد .