آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-01:44م

فتشوا معي عن وزيرين في حكومة الدكتور معين

الخميس - 13 يناير 2022 - الساعة 09:06 ص

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


حكومة الدكتور معين فيها وزراء تخلع لهم القبعة، ويرفع لهم الإبهام، فكل وزير يعمل في وزارته لتحسين العمل فيها، ولا أظن أن هناك وزيرًا سيرضى أن تتوقف رواتب موظفيه، ولكن هناك وزيرين لم نعهد مثيلًا لهما في تاريخ الوزارتين، هذان الوزيران هما وزير الدفاع، ووزير الداخلية، ولكن اللوم كل اللوم يعود على رئيس الحكومة الدكتور معين، لهذا سيكون خطابي موجهًا له هذه المرة لعله يتحرك، وينقذ أسر العسكريين من الجوع، وينقذهم من الظلم الذي وقع عليهم في ظل حكومته، وأقول له:
ألا تحس بمعاناة العسكريين يا دكتور معين؟ ألا تعلم أنهم يحتاجون لرواتب كبقية البشر؟ ألا تعلم أنك مسؤول عنهم؟ وهل علمت أن كل راع مسؤول عن رعيته؟ ألم تحس بألمهم، وجوعهم وحاجتهم، وما هم فيه من فاقة وعوز؟

لن ينفعك منصبك، ولن تنفعك شطحاتك، ولن ينفعك مستشاروك، فاتق الله في العسكريين، ووجه بصرف رواتبهم، فإن لم تستطع صرف رواتبهم فوزع ظلمك على الجميع، واجعل الراتب شهر للمدنيين، والشهر الآخر للعسكريين، فتوزيع الظلم كما يقولون عدالة، وزع ظلمك ليحس بقية الشعب بمعاناة إخوانهم،

  يا دكتور معين لقد أطلق باجمال في يوم من الأيام على المتقاعدين لقب الشريحة الميتة، وظلمهم في حقوقهم، فذهب باجمال من منصبه، وبقي المتقاعدون يحسون بالظلم الذي حل بهم من باجمال ومن جاء بعده وأنت أحدهم، فماذا استفاد باجمال من ظلمه للمتقاعدين؟ فلا تظلم أنت العسكريين، فإنك ذاهب، وسيبقى العسكريون يتذكرون هذه الأيام التي يعيشونها في ظل قيادتكم للحكومة، فلا تجعلهم يلعنون هذه الأيام، واجعلهم يترحمون على هذه الأيام، وذلك من خلال التوجيه برواتبهم المقطوعة منذ أشهر في ظل هذا الغلاء الفاحش.

 يا دكتور معين والله إننا نخجل عندما نستلم رواتبنا وأقاربنا، وجيراننا من العسكريين بلا رواتب، ونحن نعلم بمعاناتهم، ولكن رواتبنا بالكاد تفي بالأساسيات من احتياجاتنا، فهل ستتحرك فيك أمانة المسؤولية، وتوجه بصرف رواتب العسكريين؟

 لم يمر العسكريون بظلم، ولا إجحاف، ولا إهانة مثلما هم فيه اليوم في ظل حكومتكم التي تأكل بالدولار، وتشرب بالدولار، وتنام بالدولار، وتتحرك بالدولار، وتشتري الموديلات، والماركات بالدولار، وتدرس أولادها بالدولار، في حين أن العسكريين لا يطلبون إلا رواتبهم وبالورق اليمني الذي لا قيمة له اليوم في سوق اللعب بالعملات، فهل ستغضب للعسكريين؟ هل ستنتصر لهم؟ فحكومتكم يا دكتور فيها وزيران لا يسمنان ولا يغنيان من جوع، فأحدهما وزير للدفاع، وهو لا يستطيع الدفاع عن رواتب جنوده، والآخر وزير للداخلية وهو لا يستطيع حل مشكلة رواتب جنوده في وزارة الداخلية، فهل ستغضب للعسكريين؟ الأمل فيكم يا دكتور بعد الله تعالى، فقل من هذه اللحظة: لبيكم أيها العسكريون، وسيظل الشعب كل الشعب يتذكر موقفكم هذا، وسيظلون يحنون لأيامكم وكلماتكم، كما حنوا، ويحنون لدمعات باسندوه الصادقة.