آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-12:17ص

متى تتعلمين وووفاطمة ؟!

الثلاثاء - 11 يناير 2022 - الساعة 12:00 ص

توفيق حسين صالح
بقلم: توفيق حسين صالح
- ارشيف الكاتب


مقابلة عيدروس الزبيدي اليوم ممكن نقول عنها جيدة نوعا ما، تخاطب دول الإقليم ودول المنطقة، أكثر منها موجهة للداخل الجنوبي.
لكن إلى متى نظل نخاطبهم؟! ونبعث لهم رسائل تطمين، بعد كل هذه التضحيات منذ 2015؟!

أمن المعقول بعد العثرات والنكبات والإنتكاسات الجنوبية التي مررنا بها طيلة نصف قرن من الزمن، لم نتعلم أبدا؟!
شايب كان يقول لزوجته الطيبة المسكينة، والتي بلغت من العمر عتيا، عندما تكرر أخطائها:
"متى تتعلمين وووووفاطمة؟!"
أي متى تتعلمين، وملك الموت قده يطرق بابك، ويتسلّف الى ظهرك؟!

في فترة دولة اليمن الجنوبي، في عهد المرحوم "الحزب الإشتراكي" والمتطرفين الإشتراكيين على هرم الدولة، زار وفد روسي العاصمة الجنوبية عدن، كان على رأس هذا الوفد رئيس الوزراء الروسي. 
أثناء جلسة المباحثات بين الوفدين القى الجانب الجنوبي كلمة ترحيبية .. وبدأ المتحدث يهذي أننا في جمهورية اليمن الديمقراطية نؤكد على خلو المحيط الهندي من الأسلحة النووية، ونؤكد على حق كوبا ونيكارجوا في الدفاع عن أنفسهم ..... الخ.. من هذا الكلام وهذه الشعارات العظمى الجوفاء..
رد عليهم رئيس الوزراء الروسي 
قائلا:
إحنا جينا نعمل لكم شوية مشاريع إذا بتريدوا.. أيش دخلكم بالنووي والمحيط الهادي والهندي ..
تكلموا على قدر امكانياتكم، وضعوا في الحسبان أولوياتكم وشؤونكم ومصالحكم الجنوبية أولاً وقبل أي شيء..
كأنه يذكرهم بما قاله الكاتب الروسي تشيخوف ذات مرة بما معناه "كيف تحلم بأن تملك مركبة فارهة، وأنت لا تملك سروال لائق،، وسروالك مهترئ مقطّع؟!"

اليوم نرى هذه الشعارات الكبرى تتكرر بشكل آخر، آخرها بيان للإنتقالي بعد مقابلة الرئيس عيدروس الزبيدي مباشرة، نرى عروبية وقومية المجلس الإنتقالي الجنوبي، تزيد عن حدها، ومشروعه العربي، وحفاظه على الأمن القومي العربي ومدري أيش تطلع الغثيان..
كأن كل الدول العربية تلاشت وانتهت، ولم يبق إلا المجلس الإنتقالي وعيدروس الزبيدي.!
كأن الثروات والأموال الخليجية والعربية، والطائرات والأسلحة التي يشتري العرب والخليجيين في يد المجلس الإنتقالي الجنوبي، وفي يد عيدروس الزبيدي!
كأن الجيوش والقوات العربية انشقت الأرض وابتلعتها، ولم يبق الا قوات المجلس الإنتقالي الجنوبي وجنوده وأبناء الجنوب المساكين الضباحى، الذين يقاتلون دون أي رواتب من سنوات.
ما فيش مشروع عربي أصلا وووووفاطمة

ندرك أن المجلس الإنتقالي الجنوبي منذ تأسيسه يعمل في إطار الممكن والمتاح، ومع الأحداث والمتغيرات الإقليمية التي لسنا بمعزل عنها جنوبيا.
اليوم وبعد نجاحات كبرى متتالية حققها المجلس الإنتقالي الجنوبي، حريٌّ بالمجلس الإنتقالي الجنوبي أن يكون له موقف تاريخي صارخ، نابع من أهدافه ومبادئه التي يتغنى بها، ونابعاً من آمال وطموحات الملايين من أبناء الشعب الجنوبي، ومن دماء وتضحيات الشهداء والجرحى والمعاقين والمناضلين.
وأن يضع القضية والمشروع الجنوبي أمام ونصب عينيه، ولا يحيد عنها بأي قضايا أو أي مشاريع عربية أخرى، وأول مهامه وأولوياته، بعيداً عن أي مزايدات خنفشارية عربية وقومية كلنا معها، لكن ليس على حساب تضحيات ودماء أبناء الجنوب.