آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-09:32ص

بارقة فتح العمالقة من الغرب إلى الشرق

الأحد - 09 يناير 2022 - الساعة 09:46 م

أحمد قليم
بقلم: أحمد قليم
- ارشيف الكاتب


من تخوم مدينة الحديدة ومن ضفاف البحر الأحمر على امتداد الشريط الساحلي الغربي  ومن وسط السهول الرملية التهامية الحارقة المرتوية بالدماء وبطون الأودية المشبعة بجثث الأعداء وتحت حرارة الشمس الملتهبة ينطلق صقور العمالقة جُند الدين والعقيدة حاملي غضب الصحراء وغيظ أمواج البحر ،معممون بهيبة الوطن نحو الشرق قاصدين تحرير اطراف أرض شبوة والعوالق من رجس البغاة المعتدين والتنكيل بمن هم عن الدين معرضين الأذناب الحوثيين،
وصلوا أرض شبوة رافعي راية النصر فاتحين وأهالي شبوة بوصول العمالقة فرحين ،وبموعد الفتح المبين مستبشرين لأنهم يعلمون جيداً أن أينما حل أبطال العمالقة حل النصر والتمكين،

فكان وصولهم كالغيث على صدور أبناء الوطن بينما كان نبأ وصول حشود أبطال العمالقة أشد من وقع الحسام المهندِ على أنفُس الأعداء وأصابهم بمقتل وتسرب الرعب والخوف والهلع إلى صدور الأعداء الحوثيين وجعلهم يتخبطون كمن مسهُ الشيطان وهم ينتظرون المصير المحتوم الموت الزئام، ولمَ لا!؟ وقد أصبح إسم العمالقة كابوساً مرعبا يهد مضاجع الحوثيين وبطولاتهم كأساطير الأولين تتردد على مسامع الأعداء بكل الأصقاع حتى أن مِن بينهم مَن اسمو العمالقة" بآكلي الحوثيين"..

فماهي إلا سويعات معدودة من وصول الكماة الأباة إلى محافظة شبوة..وبينما الجميع يتحدثون بفرح والتفاؤل يملأهم بوصول العمالقة إلى شبوه ويتوقعون بأن الأسابيع القادمة ستكون بداية عملية التحرير وعلى حين غرّة، وفجأةً فإذا بنا نشاهد وسائل الإعلام العالمية على ألسُن مذيعيها وأشرطة قنواتها تنقل خبرا عاجلاً وتقول: بأن رجالٌ أشداء على أنغام العيارات يرددون أهازيج النصر وهاتافات الله أكبر الله أكبر صداها تهز أرجاء شبوة معلنين بشرى تحرير مديرية عسيلان ، 
فكان خبرا مفرحا أثلج صدور المؤمنين ولكنه كان شبه مستحيلا وخلال فترة قياسية بتاريخ الحروب أربك حسابات الأعداء وحطم موازين القوى ورمى بالقواعد والإستراتيجيات العسكرية عرض الحائط وفاق كل التوقعات والاحتمالات  بتحرير مدريرية مساحتها تقدر 3232كم² خلال ساعات،

وبينما يحاول الأعداء الحوثيين إستيعاب الأمر محاولين بشق الأنس أن يفيقوا من هول الصدمة وأثر الهزيمة المدوية ولملمة شتات أشلاء عناصرهم المتناثرة بين الرمال وأن يعيدوا ترتيب صفوفهم فإذا بالأسود العمالقة دون إستراحة محارب تنقض عليهم مرة أخرى في مديرية بيحان وتشرد بهم من خلفهم ولم تأتِ الساعة الثانية عشرة ليلاً إلا ومديرية بيحان مطهره كما قال الشاعر العولقي عشية تحرير بيحان واصفا المعركة بقوله:"ساقتهم القوم من قابل ومن حدراء والساعة ١٢ ما حوثي وسط بيحان"، 
في قاموس نظام العمالقة لا يوجد إستراحة ولا هدوء ولا استكانة، فإنهم يضمدون الجراح بيد والأخرى قابضة على الزناد وهم سائرون فلا مجال للتريث ابدا.

وهكذا استطاع أبطال ألوية العمالقة الجنوبية بجعل الإنتصار الوجه الاخر لاسم العمالقة مقترنا بهم فإذا ذكر الانتصار ذكر أبطال ألوية العمالقة الجنوبية، سطروا الأمجاد ودونوا البطولات بأحرف من ذهب في انصع صفحات التاريخ ورفعوا هامة الوطن واعادوا للوطن هيبته أمام الأعداء وقاموا بربط جنوب غرب القارة بشرق سواحلها بالدماء والإنتصارات.