آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-02:58م

ما هي فوائد الكُركمين (Curcumin أو الكركم ) ؟

الجمعة - 07 يناير 2022 - الساعة 02:32 ص

د. اماني صالح هادي
بقلم: د. اماني صالح هادي
- ارشيف الكاتب


مقال طبي بقلم د. اماني صالح هادي

و هل يقي من الإصابة بالسرطان؟
و هل يُمكن لمرضى السرطان تناوله؟
دائما يطرح السؤال من قبل مريض السرطان هل تناول  العلاج الشعبي مثلا الكركم اوبعض الاعشاب والعسل والحبه  السوداء تساعد في القضاء على الخلايا السرطانية وهل تتعارض مع أخذ العلاج الكيماوي وهنا في هذا المقال نوضح كيفيه استخدام الكركم وفوائده.
الكركم هو نبات عٌشبيّ من الفصيلة الزنجبيلية و قد عُرف من مئات السنين عن طريق الطب الصيني و الهندي. المادة الفعّالة بنبات الكركم هي مادة الكركمين.ويعرف في اللهجه اليمنية بي الهرد.
الكركمين غنيّ بمضادات الأكسدة المسؤولة عن فوائده الطبية المثبتة حديثاً في دعم وظائف أجهزة الجسم المختلفة مثل الجهاز العصبيّ، الجهاز الدوريّ، و الجهاز الحركيّ، بالإضافة إلى مكافحة السرطان.
المشكلة الرئيسية في تناول الكركمين بصورته الطبيعية و بدون إضافات هي أنه قليل الذوبان في الماء مما يُضعف امتصاصه من الأمعاء. في نفس الوقت فإن مُعدّل تخلص الجسم منه سريع جداً، مما يتطلب تناول كمية كبيرة منه للحصول على النتائج المطلوبة، دفع ذلك الباحثون لابتكار وسائل لجعل الكركمين أسرع امتصاصاً و بقاءً لمدة أطول بالجسم عن طريق إضافة مواد أخرى إليه مثل الفلفل الأسود، أو القيام بتصغير حجم جزئ الكركمين لجعله أفضل ذوباناً في الماء.
تناول كميات صغيرة من الكركم في الأطعمة المختلفة كأحد البهارات لا يُشكل أى خطورة، و لكن تناول كبسولات الكركمين بصفة دورية و بدون استشارة الطبيب قد يكون خطيراً، حيث أن الكركمين يتداخل مع عمل أدوية هامة، فمثلاً، تناول الكركم مع مُسيلات الدم قد يزيد من تأثيرها فيسبب النزيف، و في مرضى السكر، قد يزيد الكركم من فاعلية الأدوية الخافضة للسكر في الدم فيؤدي إلى نقص السكر في الدم، أيضاً، يُسبب الكركم زيادة إفراز المعدة للحمض مما يتعارض مع العلاجات المُضادة للحموضة. وُجد أيضاً أن تناول كميات كبيرة نسبياً من الكركم قد يُسبب عُسر الهضم، الانتفاخ، و الميل للقئ. يُنصح بتوخّي الحذر في تناول الكركم للذين يعانون من حصوات المرارة أو المُعرّضون لتكوّن حصوات الكُلى.
الكركم قد يتم تناوله على هيئة مسحوق، شاي، أو كبسولات.
لا يوجد اتفاق عام على تحديد الجرعة اليومية المناسبة من كبسولات الكركمين، و لكن تناول من كبسولة إلى ثلاثة كبسولات في اليوم الواحد من التركيز 1 جم قد يكون مناسباً و يفضل أن يكون ذلك صباحاً.
أثبتت العديد من الدراسات الحديثة على حيوانات التجارب قُدرة الكركمين على إيقاف نُمو و تكاثر الخلايا السرطانية لأورام مثل الثدي، البنكرياس، و القولون. أما في مجال الأبحاث  على المرضى، فقد أثبتت أكثر من دراسة أن إضافة الكركمين إلى العلاج التقليدي (الكيماوي) في علاج سرطان البنكرياس و البروستاتا قد أدى إلى نتائج مُرضية.
بالنسبة لمرضى الأورام الخاضعين للعلاج الكيماوي، قد يتداخل الكركمين مع عمل بعض العلاجات الكيميائية، من أهم هذه العلاجات عقارات مثل Doxorubicin و Cyclophosphamide، و جدير بالذكر أن هذين العقارين يُستخدمان بصورة روتينية في علاج الكثير من الأورام الخبيثة و على رأسها سرطان الثدي و ذلك في إطار العلاج التكميلي. من المُثبت أيضاً أن الكركمين لا يُنصح بتناوله أثناء فترة العلاج الهرموني بعقار التاموكسفين (Tamoxifen) حيث أنه يُقلل من فاعليته.

النصيحة:
تناول الكركم كبهار أو شاي و بكميات ليست كبيرة له فوائد صحية كثيرة، و يُنصح دائماً بسؤال الطبيب قبل تناوله كمُكمّل غذائي حيث أنه يتداخل مع عمل الكثير من العلاجات منها العلاج الكيماوي و الهرموني للأورام.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة و العافية و لكل المرضى بالشفاء العاجل.


اخصائيه علاج الاورام والعلاج بالاشعاع
المركز الوطني للعلاج الاورام -عدن
رئيسة وحدة التوعيه الصحية للمجلس العربي للاكاديمين والكفاءات -فرع اليمن