آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-12:28م

حـتميـة العـيش المشترك في اليمن

الخميس - 06 يناير 2022 - الساعة 11:53 م

مصطفى محمود
بقلم: مصطفى محمود
- ارشيف الكاتب


إن المشكل  الأبرز سياسيًا في اليمن  هو الاعتراف، ليس الاعتراف بالتنافس والصراع والتعدد والاختلاف فحسب، بل الاعتراف أولًا بتحطّم الكيان اليمني  الجامع، وتخلّع الهيكل المسمى دولة، إن كان بالاحتلالات من الخارج أو بالانقسامات من الداخل. 

1-لاعتراف  بأن صراعنا ذاته بات صراع المهزومين، والقوة الوحيدة التي يمتلكها مهزوم هي قوة الاعتراف بالهزيمة، فمشروع الحوثي  هُزم، والشرعية  هُزمت، ومشروع الحكم الإسلامي السني  ومشروع انفصال الجنوب  ، ومشروع التحالف العربي  والمشروع الشيعي الايراني .. كلّها هُزمت، أو هي في طريقها إلى الهزيمة، وإصرار أي من أصحاب تلك المشاريع على مشروعه، بدعم القوى الحامية، ليس سوى إيغال في الهزيمة، له وللآخرين وللشعب وللكيان اليمني  المأمول بناؤه من جديد.

2- الاعتراف بأن ما يجمع الشعب اليمني ، تحت سقف كيان اسمه اليمن ، ليس الأخوّة ولا المحبة ولا التعاضد والبنيان المرصوص ولا الأصل والعمق التاريخي والأصالة، ولا أي من تلك الفضائل الأخلاقية التي لم تنجب سوى  القتل والشيطنة والتسلّط. بل إن ما يجمع اليمنيين  هو المصلحة، مصلحتنا بالعيش المشترك والاعتراف المتبادل وتقاسم السلطة والثروة والنفوذ، وذلك حفاظًا على دمائنا ومستقبل أطفالنا، 

.. هذا من جهة، ومن جهة ثانية مصلحة النظام الدولي الذي لا غنى لنا عنه، والذي رسم حدودنا مع سايكس بيكو قبل مئة عام، وجددها لنا عام 90م بالوحدة اليمنية ، فتلك الحدود باتت حدود كياننا السياسي الذي ليس لنا سوى البناء عليه والعيش المشترك  تحت سقفه، فلا يمكن توسيعه، كما رغب الحالمون بالولاية الشيعية  او  الماركسية، ولا تضييقه كما يرغب الحالمون بالتقسيم أو الانفصال اليوم، فالشعب الذي دفع ثمن الأحلام الاشتراكية لأكبر من الكيان اليمني   سابقًا، ليس عليه أن يدفع ثمن الأحلام الانفصالية والمناطقية و الطائفية   الأصغر من ذلك الكيان اليوم، لنلتزم  بحدودنا السياسية إذًا، ونصنع حياة مشتركة داخلها بناءً على الفائدة والمصلحة معًا، 

، ولذلك علينا صياغة نموذج ديمقراطي “يتناسب مع كياننا اليمني ”، يقوم على الاعتراف والتوازن، الاعتراف بالواقع كأرض للانطلاق لا محطة للوصول. الاعتراف بالآخر  وبالأحزاب والاقليات السلالية   والقبائل والجماعات والمناطق والجهات والإدارات،

. وصناعة وطنية يمنيه  من أرضية المركب الاجتماعي والسياسي اليمني ،