آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-01:36م

عدن روعة المكان وعبق التاريخ

الخميس - 06 يناير 2022 - الساعة 05:09 م

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


في مدينة رائعة كروعة وطيبة سكانها، لا تحس إلا بالاستجمام والراحة، ولا يتسرب إلى قلبك ضيق، ولا كرب، فكلما تكاثرت الكروب، فعليك بعدن، فهي مدينة تمحو الكروب، وتغسل الأحزان، ولا تجد فيها إلا مراتع السعادة، وطيب العيش، فهواء هذه المدينة متجدد، ومدنها بينها فسحة، وكأن بين كل مدينة وأخرى رئة تتنفس بها عدن، فتعالوا معي لأحكي لكم حكايتي مع هذه المدينة الجميلة الرائعة الخلابة، فبالصراحة لقد أسرتني عدن، وأحاطت بتلابيب قلبي كإحاطة السوار بالمعصم، وأحببتها حبًا لم يحبه جميل لبثينة، ولا ابن الملوح لليلاه، وهمت بحبها كما هام عنترة بحب عبلة، فتمتعت بتفاصيلها كما تمتع امرؤ القيس بفاطمته من غير عجل، فغنيت لعدن بكلماتي كما غنى لها الفنانون، ونثرت في حب هذه المدينة مقالاتي كما نظم الشعراء قصائدهم، فكتبت لعدن، وعشقت، وهمت بعدن، وحقيقة لقد سحرتني عدن، لا سحر المجنون، ولكنه سحر المتمتع بها، وبجمالها، وجمال جوها، خاصة في هذه الأيام التي لا يشبه جوها أي جو في العالم، فتيمتني عدن، فكلما أتجول فيها أجدها تتجدد، وأراها عروسة دائمة الزينة، فثغرها لا تفارقه البسمة، وكل تفاصيل جمالها لا يحاكيه أي جمال في العالم، فهي العتيقة المتجدد جمالها، والجميلة المتفردة بجمالها.

تعالوا معي أحبتي جميعًا لنبحر سويًا على قارب حكاية عشق هذه المدينة، فإنني كلما طفت بمديرية من مديرياتها، رأيت جمالًا يأسرني، ومتنفسات ترد الروح، فيكفيك من متنفساتها البحر، فعندما تذهب إلى سواحلها ترى جمال هذا الكون، فتذهب بنظرك بعيدًا بعيدًا في فسحة هذا الكون، فترى تجدد الحياة مع تجدد أمواج البحر، فتغوص بأحلامك في مياه بحارها المتلألئة، فتغادر سواحلها بعد أن تتشبع بهواء نقي، ومناظر فاتنة، لتستقبلك حدائقها المجاورة لسواحلها، فالجمال في عدن ألوان، وألوان، فأي جمال بعد جمالك يا عدن؟!

تعالوا لنعيش في عدن أي كريتر وشوارعها العتيقة، فعندما تدخل كريتر تحس بهيبة المكان، وعراقة المدينة، فتتنفس هواء عدنيًا خالصًا، فكل شيء فيها له هيبة، مبانيها، وسكانها حتى جبالها أبدع الإنسان في تفصيل تاريخ له عليها، فصهاريج الطويلة تسحرك، وقلعة صيرة تأسرك، ومنارتها القديمة تجعلك تتبتل أمامها، فتعود بك هذه المناظر إلى روعة الإنسان عندما اختار هذا المكان ليسكنه، فكريتر درة مرمية بين البحر، والجبل، فهي صافية نقية فالبحر يغسلها والجبل يحميها.

ما رأيكم لو نكمل رحلتنا اليوم بين مباني هذه المدينة، وأسواقها، فكل شيء فيها تحفة، فمغادرتها بهذه السرعة جحود، فدعونا نجلس قليلًا  في إحدى مقاهيها، وهي كثيرة، وجميلة، وعتيقة وفيها أناقة العدني في كل شيء في ملبسه، وهدرته، وكل مشروباته، وأكلاته، سنأخذ الليلة واحد شاهي في مقهى من مقاهيها، لنسكر بتاريخ المدينة الفاضلة دومًا، وسننهي رحلتنا اليوم هنا في قلب هذه المدينة، لننطلق في يوم آخر لنطوف بباقي مدن مدينة عدن، فعدن مدن مجتمعة في مدينة واحدة، أستسمحكم لتدعوني أتمتع بعدن، لأمتعكم في مقال آخر بروعة، وجمال، وحسن عدن.