آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-11:56م

اطفال اليمن يعرفون الحرب فقط

الخميس - 06 يناير 2022 - الساعة 12:00 ص

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


 أطفال اليمن لا يفرحون بأفراح الطفولة المعتادة ولا يشعرون بالبهجة والأمل والأحلام، و لا يضحكون  كما يضحك جميع الأطفال .

عندما تحاول الغناء معهم لا يستجيبون على الإطلاق يرسمون الناس الذين شلتهم الحرب والجرحى والدبابات والكلاشينكوف والحصار وطعام لا وجود له .

أطفال اليمن  مرهقون نفسياً ،لانهم أبناء حروب أطفال ، و يتحدثون الان كثيرًا عن الموت  يريدون أن يعرفوا كل شيء عنه.

منذ حوالي سنتين  انتحر طفل يبلغ من العمر 12 عامًا ، لقد ظن هذا الطفل أنه إذا مات سيرى والده  الذي قتل في الحرب  وهناك  أطفال في الحديدة  يريدون ان تصيبهم رصاصات قناصة الحوثي التي لا تفرق بين صغير وكبير  حتى يموتوا ليذهبوا إلى الجنة  حيث سيكون الجو دافئًا وأمن و سيكون لديهم طعام وألعاب وبعيدين عن عذابات الجوع والحرب والخوف.

  خلال  سنوات الوحدة  ولدت اجيال لا تعرف شيئًا سوى الصراعات المسلحة  وجيل الصراع الاخير للحوثي بالفعل لا يعرف كيف تبدو الحياة الهادئة ، مع أن اطفال اليمن مثل نظرائهم  حول العالم يرغبون في العيش بسلام والذهاب الى المدرسة مع   حقيبة دراسية تحتوي على الأمان  والسلام والكتب المدرسية والمدارس والاصدقاء والمرح   حقيبة لا تحمل ذكريات الأقارب المفقودون والمقتولون  والأصدقاء الذين أصبحوا لاجئين  ، والمنزل المهجور او المدمر  ونادرًا منهم فقط  من يريد ان تحمل حقيبته سيارات اللعب والدمى و كرة القدم والهواتف المحمولة  وهناك  البعض منهم من يريد الانتقام ويريد إخراج السلاح من الحقيبة ، والبعض الآخر يريد في محتوى الحقيبة  الدعوات و الصلاة.

ذكرت الأمم المتحدة  في تقريرها الإنمائي العام الماضي ان طفل يمني دون سن الخامسة يموت كل 9 دقائق بسبب النزاع في اليمن ، كما ذكر التقرير أن هناك اطفال قتلى بسبب الآثار غير المباشرة للحرب وهم ألاطفال الصغار المعرضون بشكل خاص لنقص وسوء التغذية   اضف على ذلك هناك تقريباً طفل من كل خمسه في اليمن ليس لديهم من الناحية العملية أي شخص يمكن أن يلجأوا إليه إذا كانوا خائفين أو حزينين ومنهم من أظهروا أعراض اكتئاب واضحة .

الندوب النفسية لا تلتئم على اطفال اليمن بسبب  استمرار الحرب و قلة الكادر المتخصص في الطب النفسي في اليمن  كما ان ضياع فرص التعليم عن الاطفال لها عواقب نفسية واجتماعية كارثية على حياتهم ، لذلك ارجو  من الداخل اليمني  ومن  المنظمات الدولية   أن لا تنسى الجروح غير المرئية  للأطفال و يجب ألا تقدم المساعدة الغذائية لهم فحسب ، بل يجب على الجميع كذلك تقديم المساعدة النفسية والتعليمية ، لأنه إذا لم نفعل ذلك من الان فسيكون تأثير هذه الجروح على مستقبلهم  في الجنوب والشمال  خطيرًا للغاية و وخيماً .