آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-02:59ص

شبوة !!

الثلاثاء - 04 يناير 2022 - الساعة 08:12 م

عمر الحار
بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


تمر محافظة  شبوة هذه الايام بمرحلة صعبة يمكن توصيفها شكلا ومضمونا بالمرحلة  الانتقالية ربما تكون اصعب من كل المراحل السابقة في حياتها ،وهي تمور بالمخاوف والمظاهر المسلحة للافراد والتشكيلات العسكرية والامنية الجديدة التي قدمت اليها وسط ضبابية حضورها اليوم وجهل تواجدها ومواقعها غدا على خارطة المتغيرات الدراماتيكية التي تشهدها ، ويضاعف من خطورتها حملها لمشاريع سياسية متناقضة ان لم نقل متقاتلة مع بعضها ومفخخة بموروث خلافاتها العميقة ،مما يجعل المحافظة لقمة سائغة لمشاريع الضياع في القريب المنظور و ترك التحالف  الحبل على الغارب لخلطة  المكونات المشحونة بماضيها ولا احد يستطيع التحكم بها عن بعد ان رغب في هلاك الجميع واثبتت مجريات الاحداث التي شهدتها اليمن نجاح تجربة استئجار المقاتل والقاتل وتوظيف جريمة دم القتيل والجوع والفقر في ملفات المنظمات الحقوقية والانسانية المحلية والدولية والارتزاق الاممي بها .
ثمة مشروع غامض يكتنف المشهد العام بشبوة ويطبخ بضجيج صاخب في الاعماق دون التجرؤ على البوح به وتشير ابخرته المنبعثة من غير دخان الى امكانية اغراق المحافظة في ظلماته القاتلة وحينها يمكن احتساب ذلك مؤشرات لاطالة آمد الازمة اليمنية برمتها . 
وقرأتي للمشهد بقنواط فاقع مبنية على مؤشرات امريكية مخيفة للاوضاع في اليمن حيث يومي الصحفي الامريكي اللامع توماس فريد مان الى رفع  يد الادارة الامريكية عن الداخل اليمني وايكال المهمة لتحالف ،في الوقت الذي يشير فيه بوضوح الى قلقها من عجز الاخير عن ادارة الازمة بالوجه المرضي لامريكا ،واخر التقارير الاستخباراتية تلمح الى مضي اليمن الى المجهول او الدفع بها نحو ذلك المصير المامؤل .ونحن نعلم بضحالة وجهالة القوى اليمنية المتناحرة الحديثة على السياسة والعمالة معا و طريقة ادارتها بصورة قذرة من دوائر اقليمية ودولية معروفة .
وتعرضت شبوة في ايام معدودات  لثلاثة متغيرات متتابعة ،تعيين محافظ جديدا لها ،قدوم قوات عقدية مسلحة تسليحا قتاليا حديثا ،توافد قوات الذراع الامني للانتقالي المناوئ لشرعية اليها .

وتجهل المحافظة حتى اللحظة موقعها من الاحداث في ظل ابتعاد القوات العسكرية الجديدة والقديمة وبعض التشكيلات  الامنية عن قيادة سلطتها المحلية التي تناضل  بصمت لايجاد موطئ قدم لها حتى في عين العاصفة . وهي قادرة على تحقيق ذلك حال ادركت اهمية فلسفة التوازن القيادي في التعامل مع الاحداث  .