آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-06:56م

العام الميلادي ورحلة العمر

الأحد - 02 يناير 2022 - الساعة 05:39 م

عبدالله ناصر العولقي
بقلم: عبدالله ناصر العولقي
- ارشيف الكاتب


رحل عام ومضت أيامه بأوقاتها الرتيبة ولحظاتها المثيرة، ومرت أحزانه الخفيفة والأليمة ، ومناسباته الطيبة والسعيدة ، وتجاربه المريحة والمريرة، فقطار الزمن يمضي بثبات دون تراجع ، أو توقف ، ولا يعرف له خط نهاية ، فالسنوات تمضي في فلكه متتابعة كما تمضي الثواني، وتسير حياة جميع المخلوقات معه في تجدد وتبدد، مواليد وأموات، وتبقى مسيرته أزلية لا تنتهي ولا ترسو، وتمضي معه حياة الإنسان، ورحلته القصيرة ، والمحدود سبيلها بحسب عمره المعلوم، والذي يخطف كما تقطف الرياح الزهور، فلو طالت مسافة رحلته القصيرة خارت قواه، وجف وذبل ومضى يجر أنفاسه الضعيفة ليكمل تلك الرحلة القصيرة والممتدة، حتى يبلغ بها خط النهاية ذلك الخط الذي لا يبعد كثيرا، فيصل لأجله المكتوب . 

دار حوار بيني وبين أحد الجيران، بدأته أنا، حين أخبرته باستلامي رسالة عبر -الواتس اب - من أحد الزملاء في إذاعة عدن، الإذاعة التي لم يعد لها لسان، بعد أن تم  قطعه في بداية الحرب، ومنذ ما يقارب السبع سنوات وصوتها مفقود، ولم نعرف منها سوى اسمها، وعلى كل حال كانت تلك الرسالة الذي قام بتحويلها زميلي تتضمن على مقال منقول ينتقد التهنئة بالعام الميلادي الجديد، فشعرت بأنه يوجه لي لوم غير مباشر، عكس فيه رأيه بصورة تدل على رقي أخلاقه، حيث أنه جاء  بعد أن بعثت له مقالي الأخير والمتضمن على أماني عامة للوطن بالعام الميلادي الجديد، فقطع حديثي ذلك الجار بقوله نعم معه حق فنحن ليس لنا علاقة بالعام الميلادي الجديد ، فعام المسلمين هو الهجري ، فرديت عليه، كم هو تاريخ اليوم في الشهر الهجري، فقال لست متأكد بالضبط، فقلت له ، الواقع يقول إن التقويم الميلادي والذي فرضه المستعمر علينا هو السائد وهو أساس جميع أعمالنا وحساباتنا ، فهذه حقيقة لا يمكن تجاوزها أو نكرانها، فمغادرة عام له تأثير بالغ في كثير من تفاصيل مجرى حياتنا، فرد ولكن يبقى العام الهجري هو الأساس، فقلت صحيح فهو يسير بشكل متوازي بمناسباته الدينية من حج وعيد فطر وأضحى ورمضان وغيره والتي لها قيمة كبيرة في نفوسنا ومرتبطة بعباداتنا، ثم سألته متى سيأتي شهر رمضان ؟، فرد سريعا في بداية شهر أربعة، فقلت له حتى المناسبات الدينية المرتبطة بالتقويم الهجري نعرف وقتها عند تحويلها إلى التاريخ الميلادي، وأكيد قد حسبتها قبل دخول العام الميلادي الجديد، وذلك دليل على الأهمية القصوى للتاريخ الميلادي في جميع شئون حياتنا، لذلك تهنئة المسلم بالعام الميلادي الجديد والتي لا تشير نفسه بها لا من قريب ولا من بعيد إلى ميلاد المسيح، فتاريخ مولد نبي الله عيسى مجهول، ويختلف المسيحيون حول وقت مولده ، بل يرمز بها وبكل صدق لفترة زمنية نتعامل بتقلب أيامها وتعتبر مرجع للأحداث الهامة في حياتنا، ولكثير من مهامنا وأعمالنا، وتمثل جزء من رحلة العمر في الدنيا ، فأعمارنا نحسبها بالتقويم الميلادي، لذا لا أرى معنى سليم في التشدد ورفض قبول الأماني بالسعادة خلال الرحلة الزمنية للعام الشمسي الجديد، والله أعلم، فأجاب بقوله نعم الله أعلم.