آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:38ص

مركز نشوان الحميري .. وجدلية "الإرادة أو الحلم "

الجمعة - 31 ديسمبر 2021 - الساعة 09:12 م

مصطفى محمود
بقلم: مصطفى محمود
- ارشيف الكاتب


إذا كانت إشكالية "الإرادة" قد غدت إحدى أهم الطروحات النظرية المختلف بشأنها بين الفلسفات المادية والمثالية، الموضوعي منها والذاتي عبر العصور، فإن مركز نشوان الجميري   انفرد باعتناقه  عقيدة "الإرادة" حد "الحلم" "إرادة" اقتلاع الانحطاط  والأستبداد الكهنوتي  و البؤس من الحياة اليمنية ، و"حلم" غرس قيم الجمهورية والوطنية والجمال والحرية والكرامة بديلاً ضرورياً عنه.

لقد ظلّ التلاقح الجدلي بين مفهومي "الإرادة" و"الحلم" عند اليمنيين  هو الموقد السيكولوجي الذي طـُبخت فيه عقائد الثورتيين العظيمتيين  «سبتمبر و اكتوبر»  في منتصف القرن العشرين  ، تلك الثورتيين المباركتيين  التي ولدت في بطون الكتب ثم  تفتحت تدريجياً في ثنايا المشاريع الثورية السرية . و في  ،

وسط جموع الثورات التحررية ، 

واليوم، في عصر انحسار الحلم  اليمني ، والتسليم القدري المروج له ببراعة عن سرمدية مانحن فيه من دم ودمار وتمزق وشتات بسبب جماعة الحوثي السلالية الكهنوتية  والتناسي المتعمد والمبرمج لخيار "الإرادة اليمنية " في التغيير ومقاومة الاستغلال بأنواعه، والتحفيز المتعمد للنوازع الميتافيزيقية الخرافية لدى اليمنيين  في مقابل احباط دوافعهم العقلانية لمكافحة أوبئة  الظلم في حياتهم  في هذه المرحلة من تاريخ اليمن  الموسومة بالانحطاط والأوهام، عندما يصبح أي مشروع ثقافي مصدراً تحريضياً يستلهم منه اليمنيون (نظرياً على الأقل) سبلَ تغيير وطنهم اليمني   نحو الأعقل، وطرائقَ ارتقاء النفس اليمنية  المضطهَدة والمستلـَبة إلى أفق المبادرة ونزع الأغلال والايمان بالغد، عندها يحلّ ( أي هذا المشروع) في جوهر الحركة المادية للعالم، ويصير عنصراً تلقائياً تأسيسياً في قانون التغير والتطور!" 

وهـــــذا مـــا اضطلــع بـه «مـــــــركـز  نــشــوان الـــحـمـيري للـدراســـات والاعــــلام،  بــــرئـاســــة الـــمـعلــم عــــادل الاحـــــمدي »منذ تأسيسه، إذ احترف ثلاث وظائف تبشيرية ضمنية، كونت الغاية النهائية من أدائه الفكري والاعلامي: فالإرادة" هي وقود الوجود الاجتماعي للإنسان. وكل ما يبدو أبدياً أو نهائياً في هذه اللحظة التاريخية، إنما هو قابل للتغيير، قابل للتأسيس عليه، ونقضه نوعياً عبر التراكمات الكمية، مكاناً وزماناً.

و لكي تحرر بلدك وتبني دولتك  أيها اليمني ، فلا بد أن تحلم "جمهورياً "، ولا بد أن لا تنسى حلمك هذا مهما نساه الآخرون. فالإرادة معطى عقلي قد يصيبه القنوط والعطب بتأثير الاحباطات المتلاحقة  لكن الحلم معطى عاطفي غزير يغذي الإرادة ويحركها، والتي بدورها تعيد اغناء الحلم بجماليات جديدة مستقاة جدلياً من نتائج الحركة وتفاعلاتها مع البؤس اليمني  القابل للهدم حتماً  نحن موجودون في هذه اللحظة الآنية، فقط لأننا سنشد الرحال نحو لحظتنا القادمة، نحو حلمنا الجمهوري والوطني  العاقل العادل، وليس لأننا متمركزون هنا إلى الأبد !

 ولأنك "تريد" أيها اليمني ، ولأنك "تحلم"، فذلك يعني إنك "حر" في اجتهادك وتنظيرك واعتناقك وحوارك، وحر أيضاً في زنبلتك و تذبذبك وشكوكك ويأسك من واقعنا  الخرائب حروب ودمار وتمزق  وشتات بسبب المليشيا سلاليه الإجرامية المسيطرة والمستبدة بالعاصمة واغلب مناطق اليمن  «فحرية التفكير،

 ثم حرية التعبير، هي نبـع مركز نشوان الحميري  التجديدي الأخير لغسل الترسبات الصدائية  التي عطلت حرية الفعل الجمهوري النافذ حقاً في آليات التطور الاجتماعي لليمنيين،