آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-01:27م

القيادة ليست وسادة!

الجمعة - 31 ديسمبر 2021 - الساعة 03:30 م

حسان زيد
بقلم: حسان زيد
- ارشيف الكاتب


من الجميل أن كلمة القيادة يتمناها الصغير والكبير، ويطمح لها الجميع، وقل من يدرك معناها ومبتغاها، فالقيادة ليست وسادة كما عنونت منشوري هذا!.

مصطلح القيادة معقد غاية التعقيد، وكثيرون ساروا على دربه، ظناً أن القيادة بالشي السهل، وأن الجلوس على مقاعد الحكم، ما هي إلا ألعوبة، أو أرجوحة- إن صح قولي- ويتمايل بها يسره ويمنه، بينما حقيقته أنه أقرب من أن يصنف من فصيلة الحيوانات.

القيادة بشتى المجالات، وليست منطويه على مهمة بحد ذاتها، والعجيب أن كراسي الحكم والإدارات أصبحت ملتصقة إلى مقاعدهم وأولادهم، حتى الممات، ولن يفرط فيها ساسة الفساد قيد أنملة.

( خشيت أن تتعثر دابة الشام، فيسئلني الله عنها) قالها الفاروق، وهو ذلك الرجل الذي لقي مصرعه شهيداً مقبلاً غير مدبر، ومن المبشرين بالجنة. فكيف حالي وحالك، يامن توسدت الحكم، وجعلته وسادة لك ولحاشيتك!.

أن ترحل من عتبات مسرح الدنيا، وأنت خفيف الحمل، ضئيل الذنوب، خيراً لك أن ترتع أن وأسرتك بفلل شاهقة، وحياة مترفة، ليس لها بداية ولا حتى نهاية( إلا الموت).

المصير محتوم، والعمل مختوم، ودنيانا بانيابها الضاحكة، قد أوشكت أن تتبرأ منا يوماً ما، فهل من تائب وعائد إلى الله سبحانه وتعالى، قبل فوات الأوان؟.

توسد مقاليد الحكم، وأعرف مالك وما عليك، وتفكر أن الله جعل الدنيا لقبلك، مد بصرهم، ومهد لهم البطء في الرجوع إليه، وأملهم شر الأمل، حتى أخذهم العزيز الجبار، بخاطفة الأبصار، وبلحظات لا أتوقعها لا أنا ولا أنت.

تسليم القيادة إليك، لا يعني أنك الوحيد بهذا الكون بمنصبك، ولكن الناس تأملت فيك الخير، وتعشمت منك المروءة، فكن عند ثقتك لهم، ولا تجعل القيادة كالوسادة.

دمتم بعون الله.