آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-05:54ص

حرب اليمن الخفية  .. الاستخبارات على خط المواجهة

الخميس - 30 ديسمبر 2021 - الساعة 02:06 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


لم تعد الحرب اليمنية  منذ فترة طويلة مجرد مواجهة بين  جماعة الحوثي ومعارضيه في الشمال والجنوب  ، فمصالح زعماء المنطقة والعالم وراء كليهما وهذا ليس سر ، لذلك ،الأزمة اليمنية أصبحت من أهم الأحداث السياسة في العالم الحديث  ، لأن إنشاؤها واستفزازها تم بشكل مصطنع ومدروس من خلال التدخل الخارجي ، بتعويذات حول مزايا القيم الدينية المذهبية  والمصالح الاستراتيجية و الليبرالية  والحاجة إلى تحولات تحت اسم الديمقراطية لصالح الجهات الفاعلة الخارجية والداخلية الفردية ، لذلك  تحول الصراع  اليمني من مستوى نشاط " داخلي -اقليمي  " الى ظاهرة عالمية في مقدمتها النشاط الاستخباراتي  .

يعمل مقاتلو الاستخبارات  في سرية تامة ، لا تُعرف أسماؤهم ولا الأشخاص ولا العدد ولا تفاصيل العمليات التي ينفذونها في البر والبحر والجو داخل وخارج البلاد ، وعلى ما  يبدو أن النشاط الاستخباراتي  المكثف  للضباط اليمنيين  والتحالف العربي بقيادة السعودية  قد نجح بامتياز في اختراق الغرف الحوثية المغلقة  والدائرة الضيقة للقيادات الحوثية  بدليل الضربات العسكرية الجوية الدقيقة  لمخازن الاسلحة ومقرات العمليات التابع  للحوثيين و تصفية  خبراء لبنانيين تابعين لحزب الله  وقيادات حوثية عسكرية وسياسية عليا  بدايتها كانت من صالح الصماد  وحتى  لغز وفاة  ما يسمى بسفير طهران في صنعاء حسن إيرلو .

العمليات الاستخباراتية الاخيرة التي كشف عنها التحالف بالصوت والصورة عن تورط  ايران وحزب الله المباشر في حرب اليمن ، كانت  ضربة موجعة  لثالوث الدمار (  الحوثي ، ايران ، حزب الله ) وستكون بمثابة كابوساً لهم في قادم الأيام يزيد من الانقسامات الحادة في رأس هرم القيادات الحوثية  واجهزتها الاستخباراتية والأمنية التابعة لها، وستقودهم في النهاية هذه الانقسامات الى  مواجهات عسكرية فيما بينهم ،بسبب فقدان الثقة و الشك والخوف من بعضهم البعض.  

لا تخفى حقيقة أن استخبارات و قوات عمليات خاصة للتحالف و يمنية واجنبية تعمل في  اليمن لذلك غالبًا ما يشار إلى حرب اليمن بأنها  مختلطة داخلية إقليمية ودولية ، ولا يخفى كذلك  أن يصبح المخترق "العنصر" الاستخباراتي الذكي اليوم هو الأكثر قيمة من الصاروخ، لأنه يمكن أن يصبح السلاح الرئيسي في حرب لا يراها أحد و يصيب العدو بالهلع والتشتت والفوضى والهزيمة النفسية والعسكرية .

هناك  رصد وجمع وتحليل مستمر للبيانات على أساس العمليات الاستخباراتية في اليمن التي تتحول من  نظرية ومعلومات  الى  ممارسة اما عسكرياً او اعلامياً ، حيث  تعمل أجهزة الأمن والاستخبارات اليمنية والتحالف العربي في سياق سياسي وعسكري منظم  وبغض النظر عما قد يعتقده الفرد  عن التنسيق والادارة على المستوى المؤسسي والعسكري ، فإن أجهزة الاستخبارات اليمنية ودول التحالف تعمل كفريق واحد  عن إدراك  و قناعة تامة ، بأنها  تواجه تهديدًا  وجودياً مشتركا ، كشعوب وأنظمة سياسية واقتصادية واجتماعية  و جغرافيًا و ثقافة ودين   .