آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-12:17ص

الإنتقالي والهبة الحضرمية

الأربعاء - 29 ديسمبر 2021 - الساعة 04:05 م

توفيق حسين صالح
بقلم: توفيق حسين صالح
- ارشيف الكاتب


الغعالية المليونية التي أتت استجابة لدعوة الإنتقالي في المكلا كانت باهرة في زخمها وحضورها، واظهرت شعبية وحضور الإنتقالي في حضرموت التي لم يكن يتوقعها أحد، حتى بعض الإنتقاليين أنفسهم.

الإشكالية كانت في بيانها الختامي، الذي أتى بصورة أحادية الجانب الإنتقالي بعيدا عن مطالب الهبة، وبعيدا عن جوهر وفكرة البيان الختامي الذي يتحدث عن تجسيد ودعم وتأييد مطالب ابناء حضرموت بشكل عام، والمتمخضة عن اجتماع "حرو" والمتمثلة في تمكين أبناء المحافظة من إدارة وتأمين محافظتهم والاستفادة من عائدات ثرواتها.

أبناء حضرموت يطالبون منذ فترة طويلة، بضرورة نقل مكاتب الشركات النفطية إلى حضرموت، فكيف يأتوا هؤلاء ويطالبون بنقلها إلى عدن؟! 
من الطبيعي جدا، أن يُعتبر هذا الأمر إيحاء غير مطمئن من المجلس الإنتقالي للحضارم.

بعد نشر بيان فعالية التأييد الإنتقالية في المكلا، واطلاع أبناء حضرموت عليه، والنقطة الثالثة تحديدا، تحول الأمر من تأييد للإنتقالي الى سخط و انتقاد ورفض. 
مما دعى الانتقالي الى تغيير موقفه والإنصياع لطلب وضغط الحضارم بنقل مكاتب شركات النفط إلى حضرموت، ودفع برئيس الكتلة التابع للإنتقالي المقدم سالم بن صميدع ان يخرج بتصريح إعلامي لتهدئة الإحتقان يقول فيه: رأينا تحويل مكاتب الشركات النفطية إلى حضرموت.  
كان المفروض، والأولى بالإنتقالي أن يتجنب هذه المعمعة من البداية .

لم يكن هناك أي داعٍ بالمطلق لظهور المجلس الإنتقالي الجنوبي والتسلق بقيادة الهبة الحضرمية الثانية.
كان على المجلس أن يكتفي بقيادة الهبة في الظل، أو أن يقتصر على تأييد الهبة، وأن يتفاعل مع الهبة من خلال الحكومة ويبدأ وزرائه بالإستجابة لمطالب الهبة بحجة الضغوط الشعبية، ولكن للأسف لا يجيدون اللعب السياسي المتقن. 
أو كما يبدو أن المخرج أو الشلة لم يعجبهم ذلك، وبسبب غيرة البعض من القيادات التي قد تفرزها الهبة ويخافون أن ينافسونهم، أرادوا إمتطاء صهوة الهبة الحضرمية. 
نرجو من الانتقالي أن يتدارك هذا قبل فوات الآوان.

والمطلوب من الإنتقالي اليوم تحمل المسؤولية التاريخية وإتخاذ الخطوات المسؤولة والمدروسة في ما يخدم ويدعم ويعزز ويلبي طموح أبناء حضرموت ونجاح الهبة الحضرمية، وما يلبي تطلعات وآمال كل الجنوبيين، بكيفية ومدى محافظة الإنتقالي على العمق الجنوبي المتمثل في "حضرموت" واعطها أهمية كبرى وتعامل خاص . 
فلا جنوب، دون حضرموت الحضارة والتاريخ.