آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

عيد الميلاد ( الكريسماس ) .. وموقفنا منه !

الثلاثاء - 28 ديسمبر 2021 - الساعة 09:07 م

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


بعد ساعات معدودة سيحتفل النصارى بعيد الميلاد كما يزعمون، والمراد به اليوم الذي ولد فيه عبد الله ورسوله عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.. 

وربما عن جهل يتبعهم كثير من المسلمين الموحدين وما علموا أن تقليدهم لهم يقدح في دينهم وفي عقيدة الولاء والبراء.

ولا يغتر المرء ببعض الدول التي أجاز علماؤها ـ علماء السلاطين ـ الاحتفال والتهنئة وأتوا بحجج واهية وأدلة مردودة ليس لها من مسوّغ سوى إيقاع المسلمين في الفتن أجارنا الله وإياكم منها.

وقد سئل الشيخ : د. ناصر العقل في معرض دروسه عن العقيدة السؤال الآتي : " تمر بنا الأعياد أعياد النصارى منها عيد الفصح وغيره، وكثير من المسلمين يهنئون النصارى أو غيرهم؟ فهل هذا مشروع فضيلة الشيخ أو يجوز؟ "

وكان جوابه : " لا.. لا.. ليس مشروعًا، لا يجوز أن يُهنأ الكفار ولا أن يُشارك في أعيادهم، الله -سبحانه وتعالى- ذكر عباد الرحمن وذكر من صفاتهم قال تعالى: ( وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ ) [الفرقان: 72]

وذكر بعض المفسرين أن الزور هنا هو أعياد المشركين، فليس للمسلمين أن يشاركوا ولا أن يحضروا، ولا أن يحيوهم، ولا أيضًا أن يردوا التحية في تلك الأعياد،

بل على المسلمين أن يمتنعوا عن حضور هذه الأعياد،فالأعياد كما يجب أن يعلم الجميع هي عبادات، والأعياد من جملة المناسك، والله -سبحانه وتعالى- جعل لهذه الأمة عيدين لا ثالث لهما: عيد الفطر وعيد الأضحى، 

فلا يجوز للمسلمين أن يشاركوا في تلك الأعياد، والمشاركة في هذه الأعياد تفضي إلى أنواع من الفساد العريض،

وقد ذكر شيخ الإسلام -رحمه الله- وقد عاش في الشام كيف أن جملة من المسلمين في القرن الثامن شاركوا في أعياد النصارى فوصل الأمر إلى أن يتلبسوا بشيء من عاداتهم الكفرية كالتعميد ونحو ذلك، 

وأيضًا حذر العلماء من ذلك، وأنذر الحافظ الذهبي في رسالة له، ونهى عن ذلك وزجر، فالمقصود الحذر من مشاركة الكفار في أعيادهم، سواء المشاركة أن تحضر، أو أن تهنئهم، لا تفعل ذلك كله. والله المستعان.".

كما جاء في ( مجلة البيان ) في حوار مع الشيخ د. عبد الحي يوسف قوله : ( وإن تعجب فعجب حال كثير من المسلمين حيث يخرجون في أعياد النصارى كالكريسماس وشم النسيم فرحين مستبشرين يهنئ بعضهم بعضاً وكأنهم في يوم فطر أو يوم نحر؛ وإلى الله المشتكى وعليه المعوّل".

وما أحسن ما قاله الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل في مقالته [ أعياد الكفار وموقف المسلم منها ] : " إن من الأصول العظيمة التي هي من أصول ديننا ..

 الولاء للإسلام وأهله، والبراءة من الكفر وأهله، ومن مُحتِّمات تلك البراءة من الكفر وأهله تميز المسلم عن أهل الكفر، واعتزازه بدينه وفخره بإسلامه مهما كانت أحوال الكفار قوة وتقدماً وحضارة، 

ومهما كانت أحوال المسلمين ضعفاً وتخلفاً وتفرقاً، ولا يجوز بحال من الأحوال أن تتخذ قوة الكفار وضعف المسلمين ذريعة لتقليدهم ومسوغاً للتشبه بهم كما يدعو إلى ذلك المنافقون والمنهزمون؛ 

ذلك أن النصوص التي حرمت التشبه بالكفار ونهت عن تقليدهم لم تفرق بين حال الضعف والقوة؛ لأن المسلم باستطاعته التميز بدينه والفخر بإسلامه حتى في حال ضعفه وتأخره ".

فعلى المسلم أن يحذر كل الحذر من التشبه بالمشركين ويبتعد عن كل ما يمتّ بصلة لهذا العيد ولو أن ينشر على حسابه في صفحات التواصل الاجتماعي تغريدة أو صورة أو حالة لتهنئة ويحتسب كل أفعاله وأقواله لله عز وجل الذي قال : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ).