آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-08:34م

صناعة الرموز المقدسة..والخوف من تقبل الآخر.. أسباب كافية للفشل!

الإثنين - 27 ديسمبر 2021 - الساعة 09:32 ص

منصور بلعيدي
بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


أن يعمد مشرفوا جروب واتساب إلى إلغاء مشاركات الاعضاء لأنهم انتقدوا  ما يرونها أخطاء وطلبوا تصحيحها فذلك يعني أن المشرفين ليس لديهم نفس ديمقراطي وكأنهم فوق النقد

وقرارهم قرار خاطئ لا شك.. 

وهو مدعاة لمغادرة الاعضاء الذين لا يقبلون بالتبعية العمياء ( ما أريكم إلا ما أرى) والمغادرة تعبيراً عن رفض للعقلية التي اتخذت مثل ذلك القرار..

كان الأولى مجاراة النقاش و إقناع المتحاورين بالحجج والبراهين أو بوقفه بأسلوب راق إن كان مضراً.

لكن قمع الحوار بأسلوب فوقي متصلب يوحي بتفكير جامد يحتاج لمن يحركه. 

فطريقة تفكير نخب مثقفة ومن أبرز القيادات الشابة ..... وكأنهم يفكرون بامتداد الماضي أو قل هي عقليات تجسد مخرجات القيادات التي ينبغي تغييرها لأن الكرسي مل منها، قبل الناس... 

لا اتصور ان نقاش منطقي بسيط يقود الى حظر المناقشين.!! 

كيف نستقبل الاخر اذا وصلنا الى الحكم.؟! 

اذا لم نستطع تقبل آراء بعضنا في جروب واتساب فكيف لنا ان نتقبل نقد المعارضين لنا؟! 

صدقوني إنها مأساة ان نكون مجرد امتداد للماضي بكل مساوئه..

النظرة المستقبلية تكاد تكون معدومة لدينا. 

فشلنا في القدرة على تقبل بعضنا في مناقشة لم تتعدى الواقع وتخلو من الشطط او المزايدات او الالفاظ الجارحة.. 

غداً سنفشل في تقبل الآخر إذا تولينا دفة القيادة..

ومعروف أن السهام كثيرة ومتنوعة التي تتجه الى منصات الحكم.. 

عجزت ارادتنا عن ادارة نقاش بسيط واغلقنا صدورنا في وجه، بعض 

وهذا يوحي، بالعجز وينذر بمستقبل متشنج مليء بصراع الأضداد.. 

وهذا ما يزعجنا. 

اذا اردنا ان نقود، الناس فيجب، أن نتقبل الراي الاخر بصدور مفتوحة بل يجب أن نسمع النقد ونتحاشى الرد عليه كي يقبل بنا الناس.. 

صناعة الرموز المقدسة بضاعة كاسدة اضاعت الوطن العربي كله واضاعت ترابنا...

اذا لم نخرج من قمقم البابوية  إلى فيحاء التعايش الإنساني وتربية الصف على الأهداف السامية للقيادات الإسلامية في زمن فجر الاسلام وشروقه الوضاء.. فلن ننجح في إدارة شؤون المجتمع.

فلنتذكر موقف أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رض حين تم انتقاده على ملأ من الناس وهو رئيس الدولة وزعيم الأمة ..

وكيف تقبل النقد بصدر رحب بل وأثناء على الناقد بقوله: ( لاخير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها ). هؤلاء هم أشياخنا و أسوتنا وقدوتنا.

أن النفور من النقد الذاتي تحت مبرر اننا سنوجد ثغرة للنيل من قياداتنا او ان الوقت لم يحن بعد .. هي حكاية مضللة وهروب من الواقع.

وبهكذا تفكير لن يحن الوقت أبداً وسنظل محلك سر.. 

الأصل أن نتعود على سماع كلمة الحق دون مواربة وأن نقبل النقد من الآخر على علاته ناهيك عن الصف في النقد ظاهرة صحية وليس معول هدم كما يراه بعضنا اليوم. 

يبدو أننا فالحون في صناعة الموز المقدسة وهذا مصدر تخلفنا.