آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-09:03م

تركي الصبيحي ، أنموذج مبهر في محافظة لحج

الأحد - 26 ديسمبر 2021 - الساعة 12:00 ص

عبدالسميع الاغبري
بقلم: عبدالسميع الاغبري
- ارشيف الكاتب


يُعدُّ (تركي الصبيحي)، أنموذجًا للقائد الناجح، وله ثقله لدى قبائل الصبيحة، فاحترموا الصبيحة. 
هذه رسالتي لقيادات الصبيحة


الصبيحة القوة الفاعلة في ميدان الوطن المحرر، ويجب أن تحترم؛ لأن الجميع نهض على ظهرها، وكانت القوة التي تدفع الجميع نحو  الانتصار إلى المجد والعلو والرفعة.

الطرف الذي يخسر الصبيحة يجب أن يتيقن أنه سيفقد ثقله وسيفقد حضورة العسكري خاصة، ولكي تتحققوا أكبر اسألوا عن دور الصبيحة المقاوم للانقلاب الحوثي في تحرير عدن والعند وأبين ولحج والساحل الغربي وفي تعز والحديدة.

فقدت الصبيحة في هذه الحرب الآلاف من رجالها وفي طليعتهم هامات جسورة، في طليعتهم وعلى رأسهم الأسير في سجون المليشيات اللواء: (محمود الصبيحي)، والعميد: (طة علوان البوكري الصبيحي)، والعميد: (عمر سعيد الصبيحي)، والقائمة طويلة، ولكن هذا النهر من القادة والرجال الذي في الصبيحة لم ينضب بعد، ولايزال هناك مخزون قيادي سياسي عسكري مقاوم، يجب أن تحترموه حق احترامه، وعدم استفزازه؛ حتى لا ينفجر هذا المخزن ضد الجميع في لحظة نفاد صبره.

بعد فضيحة خذلانها (لمحمود الصبيحي)، ضمدت الحكومة اليمنية الشرعية جرحًا هائجًا في وسط الصبيحة بتعيين (أحمد عبدالله تركي)، وهذا أمر  قدَّم مواساة للمجتمع الصبيحي؛ الذي في لحظة من اللحظات شعر بأنه يذبح ويعصر ويؤكل، لكن دون شكر ودون لفتة احترام.


الانتقالي أيضًا، كرر خطأ الشرعية نفسه، وقام ببناء منظومة عسكرية تخلو من الصبيحة، مناطقية وغير مدمجة وغير منظمة وهو ما سبب خسارة شبوة وأبين، رغم إني لا أحاول هنا كشف فشل أو ذم طرف ومدح آخر، ولكن الانتقالي صحح إقصاءه للصبيحة وإن كان متأخرًا، بتشكيل لواءين عسكريين   وحزام أمني دون دعم بعد سرقة دعمه خلال الأحداث الأخيرة في عدن.


فمحافظ لحج الذي أتيحت له فرصة إدارة محافظة لحج الفقيرة بمواردها، تمكن من إدارتها على أفضل مايرام وجعل منها أنموذجًا إداريًّا جديرًا بالتقدير، وعزز الجانب الأمني فيها بشكل مذهل، وبتفاهم وتناسق بين المنظومة الإدارية والأمنية لم يسبق له مثيل، وتمكن من خدمة لحج في حدود المستطاع والممكن، وحاول جاهدًا تطوير لحج، وحصل على موافقة بتمويل مشاريع تنموية وعمل على تشكيل لجان للحد من الثأر.

يحسب للتركي أيضًا، أنه ظل في أرضية قريبة من كل الأطراف المصارعة، ولم ينظم إلى طرف؛ لأنه كان يعلم أن هذا الصراع ستكون نهايته نهاية سياسية، فحرص على تجنيبه لحج، وكان قريبًا من الجميع؛ لأجل لحج وماتقتضيه مصلحة لحج، ولم يسمح أن تكون لحج  ساحة صراع وكل ذلك دليل على حكمته.


مع ذلك، كان هناك طرف سياسي يدفع الناس تحت شعارات خبيثة يحاول تأجيج الشارع على التركي، رغم أنه يسير الأمور طبقًا لما تقتضيه المرحلة وفي حدود الإمكانيات وهو لا يملك معجزة لجعل لحج تنافس دبي، ولو كان المنادون من الإخوة في المجلس الانتقالي يملكونها لطبقوها في عدن، وعندئذ سيكون تركي أول من سينضم إليهم ولا شك في أنه سيحتاج لتطبيق معجزتهم.


مع ذلك، التركي كان  أقوى من هذه الأصوات، وتفهم كل شيء، ولم يوعز لمتضاهرين لتاييده ولم ينظم حملات إعلامية ضد الانتقالي، بل كان أكبر من الجميع وواصل جهوده ومساعية في صمت ودون ضجيج.

والشارع الجنوبي كله يعرف أن التركي كان أول من خرج  ضد المحتل اليمني، وكان في طليعة الحراك المنادي بحقوقه ودولته، وكان في طلائع القوات التي حررت العند ودافعت عن الصبيحة من الحوثيين، وليس بحاجة لشهادة لإثبات ذلك، لكن من هناك من لا يروق لهم سوى الإساءة، وهذا نابع عن فكر وأُفق ضيق وغير واعٍ للمرحلة، فيتبجحون بأنه تابع للشرعية، وهذا صحيح فالمجلس الانتقالي هو جزء من الشرعية، ولكنه يضغط لتغيير محافظ لحج رغم أنه لا يحاول التساهل مع أعدائه، ولا يعمل ضد الانتقالي، وجُلُّ جهده ينصب في عمله في إطار المحافظة، ويحاول حلحلة قضاياها.


وهنا، يجب أن نطرح سؤالًا:  ماذا يجب أن يفعل محافظ لحج كي ترضوا عنه؟
هل تريدونه أن يعادي شرعية أنتم جزء منها؟

أحمد عبدالله تركي، لم يسعَ لعرقلة أنشطة الانتقالي، ولم يقم أنشطة لصالح أحزاب أخرى، ولم ينفذ أجندة احزاب، كل ما يفعله هو خدمة لحج، وحل قضاياها قدر المستطاع.


الدفع نحو تغيير تركي بشخصية أخرى من مناطق أخرى بسبب نزوات وأفكار بعيدة عن المنطق ومصلحة (محافظة لحج)، ليس أولوية فيها، سيفقد أي طرف يسعى لتقزيم الصبيحة ومحاربة رموزها لفقدان دعم الصبيحة وفقدان تأييدها وسيخسر كل من يدفع  نحو إزاحة (تركي) من المحافظة، دون سبب وجيه، هذا التأييد والدعم الذي تعتمد عليه الأطراف في المناطق المحررة.

الى جميع رعاة اتفاق الرياض والأطراف التي وقّعته:
الصبيحة ثقلها عسكري ويجب أن يكون حضورها موجودًا في إطار الحدود الممكنة وإدارة (التركي) (لمحافظة لحج)، لم يشُبها أي فشل، بل حقق نجاحات باهرة، ويجب أن تستمر مسيرة الصبيحة المدنية في لحج، وهو المكان الوحيد الذي توجد فيه شخصية صبيحية.


الصبيحة تقف على مسافة واحدة من الجميع، ولا تحاول إقحام نفسها في صراع نتيجته غير محسومة؛ لذالك دعوها تمضي دون عقبات، واتقوا شرها وغضبها؛ لأنها لم تعد تستطيع تحمل مزيد من التقزيم وقلة الاحترام.

يجب أن يكون للصبيحة دورها وتأثيرها فهي التي حافظت على باب المندب والسواحل وإلا لكانت طوقت عدن وسقطت وسقطت الآمال في تحريرها، وهي من لا زالت تتعمق في كل مكان.

إذا حدث هذا الأمر، فهذا يعني أنكم تريدون استخدام الصبيحة دون منحها أي سلطة.

وهذا سيكون له تداعيات، ولن نسمح بمرورة وأنتم تعلمون ماذا تستطيع الصبيحة أن تفعل.


رسالتي الأخيرة في هذا المقال، لقيادات الصبيحة، وهي الالتفاف حول (أحمد عبدالله تركي)، ضد المحاولات التي تحاول إبعاده دون مبرر أو سبب، وإصدار بيانات تطالب الجميع بالتوقف عن ايذاء الصبيحة وتقزيمها وإظهارها فاشلة دون أنياب، قيادات الصبيحة جميعًا  يجب أن يكون لها موقف علني واضح؛ لأن السكوت علامة للرضا والا مبالاة، والرسالة (لحمدي وصايل وفاروق وناصر وشيخ مشائخ الصبيحة ووضاح والمحولي والغبس وعصام هزاع والدربعي) والقائمة طويلة.

وكذلك على الإعلاميين مساندة التركي، وعدم السماح لهذه الطعنة التي يراد لها النفاذ إلى جسد الصبيحة المقاومة والصامدة

ولئن فرّطتم في التركي، فإن الصبيحة ستُتلقي مزيدًا من الضرب وستتعرض لمزيد من الإذلال.