آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-03:38م

عام مضى وأمل أقبل

الأحد - 26 ديسمبر 2021 - الساعة 04:27 م

عبدالله ناصر العولقي
بقلم: عبدالله ناصر العولقي
- ارشيف الكاتب


مضى عام ٢٠٢١م على شعوب العالم قاطبة، بحوادثه المؤلمة وأحداثه المثيرة والمريبة، وإنجازاته المختلفة وإخفاقاته العديدة، وقد أضفت أيامه مشاعر وأحاسيس مختلفة ومتناقضة، نبعت من ظروف ومجريات سياسية متقلبة ومن بعض التحديات، ومن ظروف معقدة وصعبة خلقتها الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية، في بعض الدول والمناطق، ومن تهديدات صحية واقتصادية نجمت عن انتشار وباء كورونا، فصبغت بها نفوس الشعوب بألوان متباينة، حزن أو فرح، وشقاء أو هناء، وسعادة أو تعاسة، وقلق أو سكون، ومع كل ذلك فقد انطوت أيامه وشهوره سريعا لتعلن عن رحيله الوشيك بعد أن نحتت في ذاكرة الشعوب شريط حافل بأحداثه وحوادثه العابرة أو المستمرة.

وبلادنا تودع العام ٢٠٢١م، كما قد سبق وودعت أعوام مضت في زمن الحرب الجاثمة على صدره، والتي لم تدع للاستقرار والأمان مكان في النفوس، بعد أن طوقت مجرى الحياة بعناء مستمر، واحاطت دروبها بحلقة مفرغة من المخاطر والمشاكل والخطوب.

ولا شك أن هذا العام الذي نودعه حمل للشعب في المحافظات المحررة قدر كبير من القلق، فقد طغت على بعض أيامه أحداث مؤلمة وأحزان متفاوته، وانطوت صفحاته على صدمات مختلفة، وكان من أقسى صدماته الموجعة هو التضخم المخيف للعملة والذي أدى إلى تفجير موجة غلاء هائل، شهدت على إثرها جميع المواد الاستهلاكية في الأسواق ارتفاع جنوني في الأسعار وشمل ذلك أيضا المحروقات والخدمات، وكل ذلك أثار الذعر في النفوس والحزن في القلوب، ودفع الناس للتشاؤم وقطع الرجاء من تدارك الحكومة لهذا التدهور الهائل والمستمر في قيمة العملة المحلية، بعد صمتها الطويل عليه، ولكن جاءت اللحظة الفارقة في الأيام الأخيرة من نفس العام الذي اعتبر الأسوأ في تدهور الحياة المعيشية، حينما طرأ تغيّر ايجابي مفاجئ لقيمة العملة المحلية، وقد حدث ذلك بعد أن اتخذ رئيس الجمهورية قرار تم بموجبه تعيين مجلس إدارة جديد للبنك المركزي، ويبدو أن ذلك القرار ترافق مع اتخاذ الحكومة لحزمة من الإجراءات المدروسة والتي ربما أدت إلى تصويب ومعالجة بعض الأخطاء السابقة، وبذلك استطاع البنك المركزي الإمساك بزمام العملة المنفلته، وتمكّن من تعزيز قيمتها، ومن ثم تثبيتها، وإن كان هناك بعض التذبذب البسيط في قيمتها، ومع ذلك فقد انعكس التحسّن في قيمة العملة في الأيام القليلة الماضية بمردود ايجابي على أسعار الكثير من المواد الاستهلاكية والمحروقات والتي انخفضت قيمتها، رغم وجود بعض التحفظ من قِبل قلة من التجار الذين لم تواكب بضائعهم وخدماتهم التخفيض اللأزم حدوثه مع انخفاض تضخم العملة المحلية، وكان لذلك التعزيز لقيمة العملة أثر كبير في نفوس الناس، حيث أدخل البهجة وفتح باب الأمل، وقد تزامن ذلك بحدث رياضي مفرح أيضا أدخل سرور لحظي في نفوس الشعب في كل محافظات الجمهورية، وذلك حين أحرز المنتخب الوطني للناشئين النصر على نظيرة السعودي في نهائي بطولة كاس غرب آسيا، ونيله كاس البطولة لأول مرة في تاريخه.

ونحن نستقبل العام الجديد ٢٠٢٢م  نسأل الله أن يكون عام خير وفرج ونهاية لكل الأوجاع والأحزان .. إنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ..