آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-07:17م

هكذا هي طبيعة الصراع إذا استبعدنا الحوثيين

الأحد - 26 ديسمبر 2021 - الساعة 02:54 م

عبدالسميع الاغبري
بقلم: عبدالسميع الاغبري
- ارشيف الكاتب


التغيرات التي تحدث الآن هي محاولات ترقيع ناتجة في المقام الأول عن إتفاق الرياض وعن صراع مشروعين، وكل طرف يضغط لفرض افكاره وحضوره ويوسع نفوذه، ويعتمد على الموالين له ويدعمهم، الانتقالي والشرعية هما أصحاب الحضور الأبرز والمسيطرين على سلطة القرار حالياً في هرم الشرعية بعد تمكن الانتقالي من مشاركة حزب الإصلاح والمؤتمر في السلطة.

الشرعية الآن أصبحت ليست على وفاق، فكل طرف فيها لديه مشروع يختلف عن الآخر، أما الانتقالي فيطالب بالاستقلال، بينما الاصلاح والمؤتمر توجههما وحدوي، فمن يستطيع فرض سيطرته عسكرياً، ومن يملك حضوراً شعبياً ويستطيع التقدم في معركته داخل الإطار الحكومي والشرعي، سيتمكن أخيراً من فرض نفسه.

لايمكن إغفال دور التحالف العربي فهو حالياً يلعب دور في هذا الصراع، فقائدة التحالف السعودية هي راعية إتفاق الرياض والامارات تلعب دوراً بشكل غير مباشر، اذاً فالتحالف هو حكم هذه اللعبة وهو من يفرض التوازنات بين الطرفين ولا يدع الأمور تخرج عن نطاقها لأسباب عديدة، هناك الاشتراكي والناصري لكن هما في هذه المعادلة لا يخوضون الصراع ، ودورهم هامشي في الحكومة لكن دون إغفال حضورهما، طارق عفاش هو ناشئ جديد ويملك مقومات النهوض للحاق بالمعركة وبدأ ذلك بخطوة إنشاء المكتب السياسي وجناح عسكري قوي ومنظم، وسيكون له شأن لكن عند تحرير اليمن، الانتقالي حالياً هو الأقوى حضوراً ليس هناك شك، ولديه حاضنة شعبية قوية، لدية أيضاً مطالب واضحة ومعقولة - استقلال الجنوب-  هذا لا شك فيه، حيث المناطق الجنوبية كافة محررة من الحوثيين، لكن عليه إسقاطها في قبضة يديه لكي يكون أقوى وأوراقه أكثر فاعلية.

الطرف الآخر المناهض للانتقالي في الحكومة يملك أوراق أقل فهو يسيطر حالياً على أجزاء في تعز ومأرب ويسيطر على شبوة، طارق لايزال يحتاج بعض الوقت والعمل للحاق بالركب، ما يمكن قوله بعد ما تطرقنا لكل هذه الأمور أن التغيرات التي تحدث الآن ليست إلا بناء للعب وتأتي ضمن شروط لطرف يطرحها راعي اتفاق الرياض، لأننا يمثل نقطة الوصل التي تحافظ على الأمور بصورتها الحالية، حتى لاتتعرض الجبهة التي تقاتل الحوثي للتصدع الذي سيخدم الحوثيين وبشكل أوضح هي ليست حل جذري بل أمر تتطلبه اللعبة، وكل طرف يحاول فرض أفكاره لأنه يعرف أن هناك طرف سينتصر في النهاية ، إذ لايمكن إيجاد وفاق بين أطراف الحكومة حيث الفوارق شاسعة بين أهدافهم.

المسألة معقدة ولا يمكن حلها بين عشية وضحاها، ولا بقرار تغيير محافظ ، فهناك صراع عميق وكبير.

في هذه الحالة يملك التحالف القدرة على تحريك المياه الراكدة والضغط على أحد الأطراف لإتاحة الفرصة للطرف الآخر ليعمل على إستقرار الوضع وبناء أسس حقيقية لمرحلة جديدة يدعمها التحالف، هذا بشرط أن تكون نوايا التحالف مصلحة الوطن اليمني في المقام الأول فهذه مسألة مهمة.

ولأجل أن يكون موقف الشرعية و طارق صالح أقوى يجب الانتصار للمشروع الوطني الجامع وهو تحرير اليمن كافة ، واستغلال هذه الفرصة حيث الانتقالي والقوى الجنوبية لاشك أنها ستساند التحالف في دعم الشرعية والقوى الشمالية، عندها سيكون موقفهم اقوى.