آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-07:46م

سوريا إلى اين؟

السبت - 25 ديسمبر 2021 - الساعة 05:54 م

ياسين سالم
بقلم: ياسين سالم
- ارشيف الكاتب


 

 

يتردد بين الأخوة السوريين كلام خطير
( كل واحد حط ايده بأيد النظام بده يحط راسه هاليومين)
يعني الله يرحمه اما جسدياً او سياسياً !
مشايخ ضباط سياسيين فنانين ممثلين صحفيين #كلن يعني #كلن كما يقال .. 
"قلك شو لان هدول مطلعين على اسرار الأسد خلال سنوات الثورة والحرب والتشبيح والتعذيب والتنكيل والتعريص.. سميها مثل مابدك"

"من عاش في مطبخ الإمبراطور يجب أن يموت في مطبخ الإمبراطور" حكم الإعدام هذا طبّقه الرومان في روما منذ الفي عام ومازال يطبّق في دكتاتوريات العالم حتى يومنا هذا .. والمقصود به ان من حمل أسرار الدكتاتوريات يجب أن يدفن معها ، لابد ان تموت الأسرار بموت أصحابها ولو كانوا من المقربين والمخلصين للنظام ، هذا مايدور في كواليس البؤرة الضيقة جداً والمحيطة في صاحب القرار ومايدور في ذهن السوريين من تحليلات قريبة من الواقع ، ولخبرة أهل الدار بدارهم هم أعلم الناس بجحور الهوام وكم ضحية دفنت وكم قصة كتبت ونسجت بخيوط أوهن من خيط العنكبوت لايصدقها عقل ولا منطق، مثل مقتل صلاح جديد رفيق الأسد الأب وانتحار محمود الزعبي رئيس الوزراء 
ثم انتحار القيادي في الإستخبارات غازي كنعان وبعد الثورة المسلحة مقتل الشيخ البوطي والجنرال أصف شوكت وغيرهم من نخبة المجتمع الكبار الذين غيبهم الموت فجأة فضلاً عن التغييب والتهميش السياسي لعبدالحليم خدام سابقاً وفاروق الشرع من بعد الأحداث .

اما بالنسبة للوضع الديموغرافي والإجتماعي الداخلي ستتغير وتلغى أنظمة وتستبدل بما يرضي الحليف الإقليمي أولاً والحليف الداخلي من تيارات وفئات ساندت النظام بمليشياتها المجرمة.

وفي نهاية المطاف وبعد ان يهدأ الجو لصالح النظام ستتغير هوية الدولة وتتغير القوانين وتوضع الشروط على يد المنتصر في الحرب وكما يقال "صار الشغل عالمكشوف" 
وعلى المهزوم ان يقبل كل مايشترط عليه صاغراً وإلا سيخرج من البلاد بلا أسف او يواجه الموت .. هذا واقع الحال الذي فرضته قوة النظام بدعم من القوى الإقليمية والدولية ،
هكذا الحروب الغبية التي يبدأها الضعفاء مع أقوياء مجرمين بلا تفكير وبلا حساب وبلا تمكين ولايعلمون اين ستنتهي وعلى ماذا ستنتهي .
الان حتى منصب مفتي الجمهورية العربية السورية ذهب بلا رجعة واُستبدل بمجلس يضم أعضاء من جميع الطوائف تمهيداً لكسر شوكة الطائفة الكبرى بعد ان كان النظام يجامل بل يقبّل ايدي رجال الدين من الطائفة ذات الغالبية الساحقة في بداية عهده حتى أتت ثورة الأخوان الأولى في حماة بثمانينيات القرن الماضي فبدأ النظام يُضيّق الخناق على دائرة الإفتاء حتى تحول الوضع من الشراكة إلى خدمة النظام وهانحن الان نرى النكسة الأخرى للشعب السوري والغالبية الكبرى من الطائفة العربية السنية بفقد اخر معاقل البروز والهيمنة "الشكلية" حتى الشكلية لم تعد موجودة بسبب رعونة صُناع الثورات الناقصة للكفاءة والقوة والسياسة والحليف الاستراتيجي .
المنتصر هو الذي يضحك في الاخير ولو كان "ازعر" ويفرض شروطه ، ويفرض هويّته ، ويفرض قوانينه والمهزوم الساذج عليه ان يتحمل وينفذ وان كان صاحب حق ولكنه جهِل الطريق لجلب حقه .
كم تمنيت انه عندما ضعفت شوكة النظام أثناء ضغط الجماهير والعالم والإعلام عليه واصبح يبحث عن حلول وسط، ان وضع الثوار شروطهم بحضور دولي وعربي ولم يخسروا كل شيء كما يحصل الآن من تغيير على جميع الأصعدة .

ياسين سالم
كاتب وباحث