آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-06:17م

(عامان).. بين الانتصارات والانكسارات

السبت - 25 ديسمبر 2021 - الساعة 05:22 م

دنيا الخامري
بقلم: دنيا الخامري
- ارشيف الكاتب


 

دنيا الخامري

حياتنا.. عبارة عن مسرحية من عدة فصول.. لنا أدوار نتقمص شخصية كل فصل فيها حسب المتاح معنا.. رحلة ملزمين أن نكملها ونعبر معها إلى آخر محطة فيها.. أوقات تمضي بنا مسرعة بل مهرولة وأحيان كثيرة ما أبطئها.. تظل أعمارنا فيها تزداد يوماً بعد يوم دون إدراك منا متى ستتوقف أو إلى أي محطة تنتهي بنا؟! أعوام تليها شهور فأسابيع فأيام فساعات ثم دقائق وثواني.. كلها مواقيت معدودة وستنتهي بلحظة دون أي تدخل منا.. جميعنا يعلم بأن للعمر نهاية وعندما يحين الموعد فأنه لا ينتظر أو يستأذن أحد.. كما قال تعالى: ( لايستقدمون ساعة ولا يستأخرون).. ولهذا أؤمن دائماً بأن الحياة بكل متقلباتها تكشف لنا أشخاص نتعلم منهم دروس لم تصادفنا أبد في مراحلنا.. منهم من يُضرب فيهم الأمل ومنهم من خابت بهم الآمال.. فحياتك وحياتي وحياتهم ستُعاش مرة واحدة في العمر وبالإمكان تغيير قوانين الكون حسب التفكير الايجابي كون كل دقيقة من أعمارنا أنفاس لا تعود.. وبما أننا على مشارف انتهاء عام وبداية لعام آخر.. فلا بأس أن تكون لنا قبل وداعه بعض الأمنيات التي نتمنى تحقيقها سواء على المستوى الشخصي أو العام.. أولها أن ننسى عام لن نقول بأنه كان مخيب للآمال ولكنه كان عام كثرت فيه الخيبات وزادت خلاله المآسي والاحباطات.. عام منذ بدايته وحتى انتهاؤه أزمات والتزامات.. لم نحظى به كما كان يجب أو يكون.. عام متقلب بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. 
عام سلب من أرواحنا الكثير وتعرضنا فيه للكثير من المآسي وفقد أحدنا الآخر.. ففجيعة الاعتقاد بالفراق الأبدي أو الفقدان أو الموت أبشع بكثير من صدمة الموت الحقيقي بعينه.. حتى ما بعد العودة الى الحياة تكون اللهفة باهتة وتجمدت فينا الكثير من الأحاسيس الحية ومات بداخلنا كل شيء جميل وظلت الذكرى تنهش بقايا أعماقنا الموجعة.. (٢٠٢١) وما سبقه من عام كان كابوس مريع تحملناه لنستفيق على واقع لم نتعود عليه.. تفاجئنا بسقوط أقنعة وفراق أحبة وفقدان الأمان.. ولعل العام الجديد يكون مليء بالمفآجات والمسرات حاملاً معه انتهاء الابتلاءات والأزمات وبداية للإصلاحات والانفراجات.. نرتشف من خلاله معنى التفاؤل والأمل بجرعات يومية تعيد إلينا حب الحياة من جديد..