حال العباد و البلاد مع حكومة الفساد و انتقالي الكساد حال عجيب و منطق غريب و تحامق مريب!
فكلما صاح حر مسه و أهله الضر و طالب الانتقالي بترك الخطاب الانفعالي و تحقيق الحد الأدنى لا المثالي من الأهداف (التسللية)،أجابه سفيه مغرق في الوضاعة و معرق في الرقاعة:لماذا تصيح اليوم و بالأمس لم نسمع منك العتاب و اللوم عندما ظلمك السابقون من القوم؟!
و مع أن هذا كذب صراح و ظلم بواح إلا أنه منطق أعوج و منهج أعرج لا يرتضيه الأحرار و لا يسلكه إلا الأشرار!
فأين الذين زعموا أنهم إنما أتوا لتحرير الناس من الظلم و الباس فإذا بهم يلبسون نفس اللباس و زادوا عليه كتم الأنفاس و يريدونك أن تصفق و تقول لا باس و إلا شتمت و داسوك بالمداس فهل يقبل بذلك حر رافع الراس؟
و بالمقابل كلما طالب مظلوم مقهور حكومة النهب و المنهج البور بالحد الأدنى من الخدمات و الأجور رأيت الأتباع و أعينهم في محاجرها من مطالبك تدور و هاجمك من هنا سفيه عقور و استعد لشتمك من هناك متحزب بالباطل يثور و رموك بقول الزور و أنك لا تفقه حقيقة الأمور و تعاني من تخلف و ضمور!!
و كأننا غنم بين ضبعين هذا ينهش و يعض و هذا يكسر و يرض حتى يجهزوا علينا و نحن ساكتون خوفا و ذعرا و نؤلف لخوفنا و سكوننا لحنا و عذرا!
و صار القوم يقولون و بلسان المقال لا الحال:كما ظلمكم من سبق فيحق ظلمكم لمن لحق.
و كما سحقكم من سلف فيحق محقكم لمن خلف.
فلا تكثروا الشكاية و تقبلوا الجناية فليس لما أنتم فيه نهاية و تلكم البداية.
و مازال في الجراب عظائم من الخراب و سنبيع الوهم و السراب و من لم يكن معنا فهو تحت التراب!
قلتها مرارا و تكرارا كل الأحزاب المتحاربة و الفرق المتحازبة يختلفون في كل شيء و لكنهم يتفقون على أمر واحد هو محل اتفافهم و مربط وفاقهم ودليل نفاقهم ألا وهو سلبنا و نهبنا و ظلمنا و قتلنا.
تعددت الأسماء و الظلم واحدٌ.
"قفلة"
ذكر ابن عبد ربه(العقد الفريد)عن الإمام الأصمعي رحمه الله أنه قال:كان بين رجلين من النوكى(الحمقى) عبدٌ،فقام أحدهما يضربه،فقال له شريكه:ما تصنع؟!
قال:أنا أضرب نصيبي منه!
قال الآخر:و أنا سأضرب نصيبي منه.
و قام فضربه،فلما رأى العبد فعلهما قام فسلح عليهما و قال:اقسما هذه بينكما على قدر الحصص.