آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-12:45ص

أهمية تفعيل الحياة الحزبية في عدن

الأربعاء - 22 ديسمبر 2021 - الساعة 06:34 م

عفيف السيد عبدالله
بقلم: عفيف السيد عبدالله
- ارشيف الكاتب


من يستعرض تاريخ عدن الحديث يمكن التوقف عند محطة بارزة منه وهو يوم خروج الإنجليز من عدن الذي شكل منعطفا حادا في التاريخ الإنساني، وفي الميدان السياسي، والاجتماعي، والإداري، الداخلي للمدينة. حيث بدلا أن تثبت بريطانيا أبناء عدن في السلطة على المدينة سلمتها بالتدليس الى قوى قبلية، ليست لها بوصلة أخلاقية.

 ومنذ ذلك الحين، باتت المشاكل التي تحدق بها تتحول إلى كوارث، وصارت أحوال أبناءها بائسة.  ومدينتهم منهوبة، خَرِبة، مدمرة، شديدة التلوث وممسوخة. بعدما كانت أرفع  الموانئ قيمه وشأنا، عرفها التاريخ. مدينة حضارية راقية، مزدهرة،  تخرج من نواصيها تجارة عظيمة.  

والآن صراحة، باتت هناك ضرورة ملحة أن يتغير وجه السلطة في عدن. وأن يسيطر أبناء عدن على حياتهم، والتحكم بمصيرهم، ويديروا شئون مدينتهم بأنفسهم. ومن أذرع الديمقراطية الرصينة، الحياة الحزبية السليمة. والأحزاب السياسية عبارة عن كيانات مجتمعية، تقوم بدور مهم للغاية، وأدوات حيوية، تكفل المشاركة في الحياة السياسية، والتعبير عن إرادة أبناء المدينة، إضافة إلى وظائفها الأخرى في المجتمع.

وإنتصارا للذاكرة، وجدت في عدن قبل الاستقلال الزائف، حركة سياسية، ونقابية نشطة. وسارع تضافر القوى الوطنية، وبروز قيادات وطنية، وظهور نخب مثقفة، في تشكيل جبهات وأحزاب. وتأسست الجمعية العدنية عام 1950م، كأول إطار سياسي في عدن. وجماعة النهضة عام 1952م. وتأسس أيضا المؤتمر العمالي (25 نقابة)، والذي شكل حزب الشعب الإشتراكي، برئاسة عبد الله الأصنج، الذي تحول إلى منظمة التحرير، وتكونت منها جبهة تحرير جنوب اليمن. 

وفي نهاية الخمسينات، وأوائل الستينات، تأسس حزب المؤتمر الشعبي الدستوري، برئاسة محمد علي لقمان. والاتحاد الشعبي الديمقراطي، برئاسة عبد الله باديب. والحزب الوطني الإتحادي، برئاسة حسن علي بيومي. وحزب المؤتمر الدستوري، وحزب الإستقلال، وحركة البعث العربي (الطليعة). 

ومنذ وقت قريب، أعلنت بعض نخب عدنية مثقفة رغبتها في تشكيل جبهات وتنظيمات سياسية واجتماعية. ثم تثاقلت وبطؤت حركتها. مع أنه شهدنا في مصر كيف استطاعت مجموعة من الشبان والشابات، في فترة قصيرة التحضير، بمجهودهم الذاتي، وبتكاليف بسيطة، عبر  صفحات التواصل الاجتماعي، الفيس بوك وتويتر. إنشاء، وتنظيم، تجمعات عارمه، للاحتجاج في 25  يناير 2011م.  على سوء الأوضاع المعيشية، والسياسية، والاقتصادية السيئة. من خلال صفحات الفيس بوك، وتويتر. وإنشاء وتدشين أحزابا على الإنترنت. وعندما أصبح لديهم العدد الكافي، أستطاعوا بمجهودهم الذاتي، وبتكاليف بسيطة. إخراج هذه الكيانات على أرض الواقع. كقوة تفرض نفسها، ويكون لها صوت مسموع، وظهير شعبي جارف.

وتستطيع الكوادر العدنية، هُن وهُم, المتعلمة والمثقفة الحرة، أن تنشئ تنظيما للمشاركة السياسية والإجتماعية النشطة. يكون هو المدخل السياسي، والفكري، والعملي، للتعبير عن أبناء عدن، ويدافع عن حقوقهم.  يزيل احتكار الحقيقة، وإحتكار المشروعية، وإحتكار الوطنية، من الحوارك والمجالس والقوى السياسية ذو الجهل القائمة. ويكون أداة لحكم وإدارة المدينة.

 يضع كل النقاط، والإتجاهات، والتطورات، والأفكار، ومصالح أبناء عدن، والوطن كله أمامه وهو يتخذ القرار. يزيد من التماسك الإجتماعي، ويحافظ على التقاليد، والثقافة العدنية المتميزة. ويصبح عنصرا حاسما. ليستعيد العدانية مدينتهم، وحقوقهم السياسية والمدنية والإنسانية.  ووضع عدن في المرتفعات التي تضيئها الشمس.