آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-02:20م

مركز طب العيون الألماني

الأربعاء - 22 ديسمبر 2021 - الساعة 06:23 م

محمد أحمد بالفخر
بقلم: محمد أحمد بالفخر
- ارشيف الكاتب


      عانت حضرموت كغيرها من انعدام الخدمات الصحية إلاّ في أضيق الحدود وبالكاد تجد وحدات صحية تقدم أبسط الخدمات البدائية المحدودة،

 وقد يكون مستشفى ابن سيناء الذي اقامته دولة الكويت الشقيقة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي هو المعلم الأبرز، والذي مازال يقاوم عوامل التعرية ويقدم خدماته وفق الإمكانيات المتاحة،
وشهدت حضرموت وفي عاصمتها المكلا وتحديدا فترة ما بعد عام 1994م إفتتاح العديد من المراكز الطبية الخاصة إضافة الى عدد من العيادات المنتشرة في معظم الأحياء الرئيسية على وجه الخصوص،
كما أقامت بعض المؤسسات الخيرية وفي مقدمتها (طيبة الخيرية) العديد من المخيمات الجراحية وبرامج الطبيب الزائر استفاد منها أعداداً كبيرة من المرضى سواء من أبناء حضرموت أو من المحافظات الأخرى،
ولكن رغم كثرة المراكز والعيادات لم تحول دون سفر الكثير الى الخارج وتحديداً الى مصر والأردن والهند لطلب العلاج في تلك الدول وإجراء عملياتهم الجراحية فيها وينفقون في رحلاتهم العلاجية تحويشة العمر، ولو وجدوا ذلك في بلادهم لوفّروا على أنفسهم عناء السفر ووعثائه ومشقته،
وكان بالإمكان أن يقوم بعضاً من أثرياء حضرموت لو أرادوا بإنشاء مستشفيات نموذجية متخصصة في المكلا وسيئون تخدم أهلهم وبقية المحافظات وبالتالي ستكون حضرموت وجهة لكل أبناء اليمن لتلقي العلاج بدلاً من السفر الى تلك الدول والتي يعانوا فيها الأمرّين،
وأتمنى ان نجد من مراكز الدراسات المتخصصة دراسة مستفيضة كاملة عن حجم إنفاق اليمنيين في سفراتهم العلاجية وتحديداً السفر إلى مصر على اعتبار أنها المتاح الأمثل والأيسر تكلفة لوجدنا الناتج أرقاماً مهولة وجدوى لا تصل الى نصف درجة الكمال بل الحالات السلبية كثيرة جداً،
وحقيقة سعدت أيما سعادة وأنا أسمع بخبر أفرحني كثيراً وهو الإعلان عن فتح المركز الألماني لطب العيون في مدينة المكلا وسِرُّ السعادة يتلخص في ثلاثة أمور،
الأول: ان هذا المركز مركز نوعي من حيث التجهيزات والتخصصات في مجال طب العيون من خلال التقنية الحديثة التي وصل لها طب العيون في العالم ولأول مرة على مستوى اليمن كما جاء في تقرير قناة حضرموت إضافة لإحضار كوادر خارجية متخصصة في هذا المجال،
الثاني: مثل هذه المراكز والمستشفيات ستوفر على الناس عناء السفر الى الخارج وما يلحقه من تبعات كثيرة ومن إنفاق مالي مهدر مبالغ فيه وفي غير محله
وبالتالي يتم توفير عملة صعبة الأسرة والبلد في أمس الحاجة اليها،
والأمر الثالث: أن صاحب المركز هو الدكتور احمد بن ثابت النهدي الذي عرفته شاباً طموحا متفوقاً في دراسته في كلية الطب جامعة عدن مميزاً خلوقاً ذو همّة تسير نحو القمّة، وبعد التخرج تم استقطابه لإدارة مستشفى الهجرين التعاوني التابع لمؤسسة طيبة الخيرية فكانت فترة إدارته من أروع الفترات التي مرّت على المستشفى،

لم يقف طموحه لقراءة التاريخ وذكريات الملك الضلِّيل امرؤ القيس الكندي في صيلع ودمّون
تطاول الليل علينا دمّون
دمّون إنا معشرٌ يمانون
وإنّا لأهلنا محبون
  بل بحث عن التخصص والدراسات العليا فكانت المانيا وجهته فهناك كانت الدراسة والتفوق والتميز،
(ولو ثقفت يوماً حضرمياً لجاءك آية في النابغينا)
من المانيا حصل على التخصص وكغيرها من الدول التي تبحث عن المتميزين فمنحته جنسيتها ولكنه فضّل السفر للسعودية وفيها عمل بأرقى المستشفيات، ولكن فكرة خدمة أهله ووطنه من خلال مشروعه الخاص ضلّت شغله الشاغل،

وقد كان هذا المشروع واقعاً على الأرض،
صحيح انه مشروع استثماري خاص ولكنني أعرف الدكتور وتربيته وأصالته وهدفه الأخروي ستجعل لذوي الحاجة وما أكثرهم مكاناً في هذا المركز.

تمنياتنا له بالتوفيق ولحضرموت خاصة واليمن عامة بانبلاج فجر جديد يعمُّ فيه الخير والسلام للوطن والمواطن.