آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-02:59ص

في الجنوب كيف لنا أن نتحرر من ثقافة الماضي ونفهم رسالة الخارج ؟

الثلاثاء - 21 ديسمبر 2021 - الساعة 11:17 ص

حسن العجيلي
بقلم: حسن العجيلي
- ارشيف الكاتب


كم ارتكبنا من الأخطاء الجسيمة في حق شعبنا وارضنا الجنوبية عندما فكرنا في قيام ثورة  لا تحكمها المبادئ ولا  الأهداف أو التقيد بحقوق الإنسان أو أجدنا حسن الاختيار قد نكون في ذلك الوقت لم نصل الى سن الرشد أو يتوفر لدينا الفهم المتكامل لما هو مطلوب أن يكون ولم نقرأ جيدا ماذا يراود  العقال السياسيون والمفكرون عندما شحنونا وعبوا عقولنا ثقافة سوداء مظلمة ومعتمة تسموا إلى كراهية الاخر ونحن في المدارس أطفالا اكثر حقد وكراهية ضد الاستعمار البريطاني البغيض وحكم السلاطين والمستوزرين العميل وطبعا عجنوا منا التماثيل التي حطمها سيدنا ابراهيم عليه السلام ووضعونا في مقدمة مسيرة  تنفيذ اغراضهم الشيطانية وكنا تحمل شعارات حماسية سهلة الفهم وهم من كانوا يختارونها وحتى يتم سهولة تخزنها في مستودعات عقولنا البسيطة والصغيرة وفعلا نجحوا وعملوا من أنفسهم اطواد وقيادات ثورية ومناضلين كبار مستمدين تحركهم من ثورة مصر العريقة والتي هي وقعت كذلك في نفس الأخطاء وبحجمها الكبير في الوطن العربي ورفعتها القضية وثقافتها العريقة وبرغم انها لم تقرأ رسالة الخارج جيدا فوقعت في فخ المقاطعة العميق المعد لها مسبقا والخاص بقطع العلاقات والتعاون الدولي ولفترة ليست بسيطة إضافة إلى العدوان الثلاثي الذي أقامه العالم عليها والغرض إسقاط الحكم الثوري فيها .

ومن هنا بدأت قيادتنا الثورية وبحكم ثقافتها المتواضعة ايضا  ساروا فى نفس الركب وطريق المسيرات الغلط ورفعوا الشعارات التي صنعتها ثورة مصر المجيدة وطبعا هنا لا ننكر بأن هناك كانت قيادات جنوبية ناضجة ومتحررة فكريا وذهنيا وكانت تقرأ المشهد جيدا وتحذر المتطفلين والنزقيون الذين يشربون ثقافة الكراهية وتطالبهم بعدم التسرع في رفع شعارات معادية ضد الإقليم  والعالم والحفاظ على مكاسب تلك الثورة الوليدة وتوازنها والتي تعتبر اخر العنقود في سياق الثورات العربية الفاشلة لان استقلال الجنوب لم يأتي عبر انقلابات عسكرية  واختيار المستعمر أن يقرر الرحيل دونما الضربات الموجعة التي تلقاها من قبل الثوار النشامى على جبهات القتال وداخل المدن الرئيسة ولم يكن كما جاء في  مقالات  بعض الكتاب والصحفيون والسياسيون المعادين لخط ثورة اكتوبر ولكن جاء قراره وفقا للضغوط المسلحة والإعلام المنظم الذي قاده أبناء الجنوب من الصفوف الأولى في قيادات ثورة أكتوبر المجيدة والذين تم  التخلص منهم بواسطة الاستعمار القديم نفسه بطريق فنية ومن خلال سياسة علمية المعاني والاهداف وبأسلوب خبيث الدهاء والقائد الذي رتب للمؤامرة وكيف صنع له لوبي انقلابي كي يضع دور الثورة الوليدة الهام في منطقة مهمة من العالم وبقي الاستعمار متواجد ولم يخرج خروج نهائي من الجنوب وما شاهده العالم في الصورة انه فعلا قد رحل وسحب قواته إلى سلطنة عمان والامارات وكان خروج من الباب ليرا العالم ذلك الخروج ثم عاد من النافذة وظل يدر المؤامرات ويحيك الدسائس وحتى وصل مبتغاه وطبعا هذا الأمر كان مخطط له عالميا والهدف منه زعزعة الحالة الأمنية في أرجاء الوطن العربي والجنوب اليمني من ضمن الخارطة السياسة والأمنية والاقتصادية والأمنية حيث كانوا يدركوا ما تختزنه أرض الجنوب من ثروات وأدوات بشرية  ممكن أن تنهي دورهم الجبان  في المنطقة فادخلوه في صراعات وعن طريق الحليف الروسي الذي ذهبوا إليه النصف الثاني بعد وصولهم إلى كرسي السلطة   المؤقت ثم تم التخلص منهم كما قد تم التخلص من جميع الثيران الثلاثة والحقول .

الحقوا الجنوب بالمخطط العام الذي كان يسمى مشروع الحرب الباردة الكاذبة بين العالم الشرقي والغربي وحتى اللحظة لم يقرأو الثوار أو من تبقوا رسالة الخارج جيدا وهكذا سيظلون يدفعون الثمن يوم القيامة اليس الجنوب وحدة ولكن كل الوطن العربي وظواهر للمشهد تؤكد ذلك وفي الاخير لن ينصفنا احد إن لم ننصف أنفسنا بأنفسنا ونحدد موقف موحد وندعم هبة  الشرق الحضرمية وكما يقول الله في كتابه ادعوني استجيب لكم فندعوه وحتى يستجيب لنا وصدق الله العلي العظيم ....