آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-11:20ص

هبّة .. في مهب الريح !! 

الإثنين - 20 ديسمبر 2021 - الساعة 11:30 ص

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


أتعجّب كثيراً ممن يطبلون و( يترزحّون ) مناصرة لما سُمي بالهبة الحضرمية الثانية .. مع أن أيامها الطويلة أثبتت للجميع أنها لم تفعل للمواطن الحضرمي أي شيء ذي بال ..

وباتت ثمارها التي وعَدَ بها القادة الشعبويون ومنّوا بها أتباعهم المستغفلين تنقلب من ثمار حلوة إلى ثمار مرة بطعم العلقم.

أغلقت المخابز أبوابها لانعدام الدقيق المدعوم الموجود في القواطر التجارية المرتهنة .. وارتفع سعر السمك أكثر من ذي قبل وبتنا نشتري ـ إن اشترى البعض منا ـ ( فتافيت ) صغيرة من قطع السمك بمئات الريالات .. 

بينما استمرّت البواخر العملاقة في جرف أسماكنا من مجاهل البحر دون أن تقول لها الهبة ( قفي ).

سيارات القات الكبيرة والصغيرة لا تزال تمرق من بين أيدينا بسرعات مجنونة مستهزئة بهبتنا (المباركة ! ) التي لم توقف سيل تدفق ملايينها المملينَة التي تُنشل من جيوبنا المخروقة إلى خزائن الحوثي ليستخدمها في مجهوداته الحربية.

قاطرات النفط المهرّب والذهب الأصفر واليورانيوم غير المخصّب الذي صيغت فيها الأقاويل ونسجت حولها الحكايات العجيبة تبخّرت بفعل فاعل .. 

وطلب بعض المهتمّين من الناشطين صوراً ولو محدودة لتلك القواطر المحتجزة حتى يرى الناس ويطلع الرأي العام على حجم ثرواتهم المنهوبة .. لكن لا مجيب !!!

ومع مجريات الهبة ( الآكشن ) لا يزال المواطن الحضرمي يعاني و( يصالي ) من ارتفاع الأسعار لجميع السلع الأساسية بما فيها أسعار الأسماك والخضروات .. 

ولم يلمسْ اكتفاءً للسوق المحلي ولا حلحلة للوضع غير حلحلة حنجرته الملتهبة التي ظلّ يصيح بها في تجمعات المناصرة لقادة كتلة حلف وجامع حضرموت الذين أدخلوهم في دوامة من الأماني الخادعة !!

كلنا مع انتزاع حقوق حضرموت ومطالبها التي لا تسقط بالتقادم .. لكن القوم ـ وبأوامر خارجية ـ ركبوا الموجة وحدَهم لمآرب باتت لا تخفى على عاقل حصيب .. 

ورفضوا العمل الجماعي مع إخوتهم المخلصين أو التنسيق مع كافة المكونات الحضرمية .. فوصلت بهم النتائج إلى ما نرى من إخفاق مريع وفشل ذريع.

لم يبقَ لقادة(الكتلة) إلا لملمة شتات أنفسهم المهزومة .. ومحاولة الإبقاء على شيء من ماء وجوههم المسكوب .. وإلزام أنفسهم بدفع مستحقات التجار ورجال الأعمال وأصحاب أعمال النقل والمواصلات.

الذين لخبطوا مصالحهم وخسّروهم طوال أسابيع من الفتيت غير المجدي .. وما سوى ذلك فأروقة المحاكم وكلمة القضاء العادل كفيلة بأخذ حقوقهم التي ضاعت.

إذاً نستفيد من الدرس السابق :

أنّ الدفاع عن الحقوق وانتزاع المطالب ورفع المعاناة عن المواطن الحضرمي لا يكون إلا من خلال أيدٍ متكاتفة وقيادات وطنية مخلصة غير مرتهنة للخارج ذي الأجندات الخبيثة .. 

ويوم أن تعمّ وادينا وهضبتنا وساحلنا روح التسامح والتصالح والالتفاف المجتمعي بين كافة التشكيلات المجتمعية بمختلف أنواعها وشتى مشاربها فحينها سيكون النصر حليفنا وسنُردي الفساد والظلم أرضاً وندفنه فيها إلى غير رجعة.