آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-02:40م

أهمية توطين العمل الإنساني والحماية في اليمن لتنمية مستدامة

السبت - 18 ديسمبر 2021 - الساعة 11:34 ص

عبدالرحمن علي علي الزبيب
بقلم: عبدالرحمن علي علي الزبيب
- ارشيف الكاتب


توطين العمل الإنساني والحماية  في اليمن ضرورة هامه لضمان استدامتها وتخفيض التكلفة ورفع جودة البرامج والمشاريع وفقاً لأولويات المجتمع .

بدأت مبادرة من منظمات المجتمع المدني في اليمن التحرك في هذا المسار مؤخراً و الذي كان قد بدأ عام 2016م حيث وقعت عشرات الدول المانحة وعشرات المنظمات الإنسانية على “الصفقة الكبرى” في مايو 2016 بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني، إذ تعهدت بتحويل ممارساتها في 10 مجالات (تديرها “الأفرقة العاملة”) سعياً إلى جعل نظام بيئة العمل الإنساني أكفأ وأكثر فعالية وأكثر تركيزاً على الناس وتضييق الفجوة بين العمل الإنساني والانمائي خصوصا

ومن هنا جاءت فكرة ومبادرة توطين العمل الإنسان لتعزز من دور منظمات المجتمع المدني المحلية في تنفيذ برامج ومشاريع العمل الإنساني والذي تم التوافق على رفع نسبة اشراك المجتمع المدني من 3% الى 25% كمرحلة أولى وما يتضمن ذلك من اهمية رفع قدرات منظمات المجتمع المدني لاستيعاب تلك النسبة وتعزيز الشفافية الشاملة في اعمالها وانشطتها .

منذ عام 2016م وجهود توطين العمل الإنساني مستمرة بجهود حثيثة وفي اليمن بدأت الجهود من عام 2021م لتوطين العمل الإنساني بدأت كمبادرة من منظمات مجتمع مدني ولاقت تجاوب المنظمات الدولية خصوصا ان المنظمات الدولية تهدف في جميع برامجها وانشطتها على اشراك المجتمع المدني المحلي ورفع قدراته ليكون شريك فاعل في تنفيذ الأنشطة والمشاريع ..

تطور دور المنظمات الدولية واداؤها من مرحلة تقديم إغاثة ومساعدة عاجلة ومباشرة الى تحقيق اهداف التنمية المستدامة السبعة عشرة هدف يستلزم ان يكون هناك حراك وجهود مجتمعي محلي يسعى لتحقيق هذه الأهداف باعتبارها اهداف وطنية تحقق مصالح وطنية اكثر منها اهداف عالمية وان كان المسار العام عالمي لكن الجهود يستلزم ان تكون عالمية ودولية لم يأتي تحديد اهداف التنمية المستدامة عشوائيا بل تم تحديد نقاط الالتقاء والاحتياجات العالمية في كل دول العالم  وهي كالتالي :

الهدف الأول: القضاء على الفقر

الهدف الثاني: القضاء التام على الجوع

الهدف الثالث: الصحة الجيدة والرفاه

الهدف الرابع: التعليم الجيد

الهدف الخامس: المساواة بين الجنسين

الهدف السادس: المياه النظيفة والنظافة الصحية

الهدف السابع: طاقة نظيفة وبأسعار معقولة

الهدف الثامن: العمل اللائق ونمو الاقتصاد

الهدف التاسع: الصناعة والابتكار

الهدف العاشر: الحد من أوجه عدم المساواة

الهدف الحادي عشر: مدن ومجتمعات محلية مستدامة

الهدف الثاني عشر: الاستهلاك والانتاج المسؤولين

الهدف الثالث عشر: العمل المناخي

الهدف الرابع عشر: الحياة تحت الماء

الهدف الخامس عشر: الحياة في البر

الهدف السادس عشر: السلام والعدل

الهدف السابع عشر: عقد الشراكات لتحقيق الأهداف

لتحقيق اهداف التنمية المستدامة وضمان استدامتها يستلزم توطين جهود تحقيقها ولن يتم ذلك الا بجهود منظمات المجتمع المدني المحلية ولا يتعارض ذلك مع جهود التنسيق مع المنظمات الدولية والمجتمع الدولي كونها اهداف عالمية يسعى الجميع لتحقيقها ..

من اهم معيقات توطين العمل الإنساني وبرامج الحماية في اليمن التالي :

1- ضعف المجتمع المدني المحلي وعدم اشراكه ليقوم بدور فاعل لضمان استدامة العمل الإنساني وبرامج الحماية ..

2- استقلالية وحيادية العمل الإنساني باشراك كافة منظمات المجتمع المدني واستهداف كافة المستحقين دون تمييز وبلا استثناء والشفافية الشاملة في برامج ومشاريع العمل الإنساني .

3- تصعيب وتعقيد إجراءات الحصول على ترخيص لتنفيذ مشاريع وبرامج إنسانية وحماية .

4-  انقسام منظمات المجتمع المدني في اليمن وحصر كل منظمة في العمل في اطار جغرافي محدد يعتبر هذا من اخطر التهديدات حيث يلاحظ انه يتم حصر منظمات المجتمع المدني للعمل في مناطق ومحافظات محددة ومنعها من العمل في محافظات أخرى فالمنظمات الذي تعمل في الشمال غالبا لا تستطيع العمل في الجنوب والعكس كذلك يستلزم ان يتم معالجة هذه المشكلة وتمكين منظمات المجتمع المدني من العمل في جميع المحافظات دون تمييز ولا استثناء ولا اقصاء

تجاوز هذه المعيقات سيسارع من جهود توطين العمل الإنساني في اليمن وسيحقق نقله إيجابية تعزز من توطين العمل الإنساني ويشجع المانحين والمنظمات الدولية لرفع النسبة المخصصة للمجتمع المدني للقيام ببرامج ومشاريع إنسانية ومشاريع حماية واسعة ..

لتسريع توطين العمل الإنساني يستلزم تعزيز الشراكة بين منظمات المجتمع المدني والعمل عبر شبكات متخصصة في مجالات عمل محدده لتبادل الخبرات والتعاون فيما بينها وقد بدأت في اليمن انشاء شبكات مجتمع مدني لتوطين العمل الإنساني لتبادل الخبرات ورفع القدرات ..

وفي الأخير :

نؤكد على أهمية العمل المتسارع لإنفاذ توطين العمل الإنساني في اليمن للانتقال الى مرحلة التنمية المستدامة وعدم التوقف في مرحلة المساعدة والإغاثة الإنسانية المباشرة والمؤقتة الذي يعتبر استمرارها معيق لتحقيق تنمية مستدامة  بنشوء مجتمع متواكل على المساعدة الإنسانية الشهرية الذي ربما تنقطع في أي وقت ليفاقم من الوضع الإنساني  ولن يتم معالجة ذلك الا بالانتقال لمرحلة تنمية مستدامة وهذا ما يؤكد أهمية توطين العمل الإنساني والحماية في اليمن لتنمية مستدامة